بحث في ظهور المهدي (عج) من وجهة نظر العامة
وكما أشرنا في بحث النبوة والإمامة ، وفقا لقانون الهداية العامة الجارية في جميع أنواع الكائنات ، فالنوع الإنساني مجهّز بحكم الضرورة بقوة (قوة الوحي والنبوة) ترشده إلى الكمال الإنساني والسعادة النوعية ، وبديهي أن الكمال والسعادة لو لم يكونا أمرين ممكنين للإنسان الذي تعتبر حياته حياة اجتماعية ، لكان أصل التجهيز لغوا وباطلا ، ولا يوجد لغو في الخلقة مطلقا.
وبعبارة أخرى ، أن الإنسان منذ أن وجد على ظهر البسيطة كان يهدف إلى حياة اجتماعية مقرونة بالسعادة وكان يعيش لغرض الوصول إلى هذه المرحلة ، ولو لم تتحقق هذه الأمنية في الخارج ، لما وعد الإنسان نفسه بهذه الأمنية. فلو لم يكن هناك غذاء لم يكن هناك جوع ، ولو لم يكن هناك ماء ، لم يكن عطش وإذا لم يكن تناسل ، لم تكن علاقة جنسية.
فعلى هذا وبحكم الضرورة فإن مستقبل العالم سيكشف عن يوم ، يهيمن فيه العدل والقسط على المجتمع البشري ، ويتعايش أبناء العالم في صلح وصفاء ومودّة ومحبّة ، تسودهم الفضيلة والكمال.
وطبيعي أن استقرار مثل هذه الحالة بيد الإنسان نفسه ، والقائد لمثل هذا المجتمع سيكون منجي العالم البشري ، وعلى حد تعبير الروايات سيكون (المهدي).
ونجد الأديان والمذاهب المختلفة القائمة في العالم مثل الوثنية ، واليهودية والمسيحية والمجوسية ، والإسلام تبشّر بمصلح ومنج