السفراء
عيّن الإمام المهدي عليهالسلام عثمان بن سعيد العمري نائبا خاصا له والذي كان من أصحاب جدّه وأبيه وكان ثقة أمينا ، وكان الإمام يجيب على أسئلة الشيعة عن طريق هذا النائب الخاص.
وبعد عثمان بن سعيد استخلف ابنه محمد بن عثمان ، وبعد وفاة محمد بن عثمان العمري ، استناب أبو القاسم حسين بن روح النوبختي.
وبعد وفاة حسين بن روح النوبختي أصبح علي بن محمد السمري نائبا خاصا للإمام المهدي عليهالسلام. وفي أواخر حياة علي بن محمد السمري إذ لم يبق من حياته سوى أيام قلائل (سنة ٣٢٩ ه) صدر توقيع من الناحية المقدسة ، فيه إبلاغ لعلي بن محمد السمري بأنه سيموت ويودّع هذه الحياة بعد ستة أيام ، وبعدها تنتهي النيابة الخاصة ، وتقع الغيبة الكبرى ، وستستمر حتى يأذن الله تعالى بالظهور (١) وحسب هذا التوقيع تنقسم غيبة الإمام إلى قسمين : الأول : الغيبة الصغرى ، بدأت سنة ٢٦٠ ه. وانتهت في سنة ٣٢٩ ، واستمرت حوالى سبعين عاما. الثاني : الغيبة الكبرى ، والتي بدأت سنة ٣٢٩ ، وستستمر حتى يأذن الله تعالى. ويروى عن النبي الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث متفق عليه (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أمتي ومن أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما) (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٥١ ص ٣٦٠ ـ ٣٦١ / الغيبة تأليف الشيخ الطوسي ص ٢٤٢.
(٢) الفصول المهمة صفحة ٢٧١.