وفضلا عن هذا كلّه ، فإن كلمة «شيعة علي» و «شيعة أهل البيت» قد جاءت في كثير من أقوال النبي صلىاللهعليهوآله(١).
سبب انفصال الأقليّة الشيعية عن أكثرية السّنة ، وظهور الاختلافات
كان شيعة علي عليهالسلام وأصحابه يعتقدون اعتقادا راسخا أن الخلافة ستكون لعلي عليهالسلام بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وذلك لما كان يتسم به عليهالسلام من مقام ومنزلة لدى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والصحابة والمسلمين ، وظواهر الأمور والحوادث تؤيد ذلك ، باستثناء ما حدث في أيام مرضه الأخير صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
__________________
(١) عن جابر بن عبد الله قال ، كنا عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأقبل علي بن أبي طالب ، فقال النبي قد أتاكم أخي ، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال والذي نفسي بيده ، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة. عن ابن عباس ، قال : لما نزلت هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال النبي : هم أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين. وقد ورد هذان الحديثان وأحاديث أخرى في كتاب الدرّ المنثور ج ١ : ٣٧٩ وغاية المرام صفحة ٣٢٦.
(٢) لما مرض رسول الله (ص ؛ مرض الموت ، دعا أسامة بن زيد بن حارثة ، فقال : سر إلى مقتل أبيك فأوطئهم الخيل ، فقد وليتك على هذا الجيش وإن ظفرك الله بالعدوّ ، فاقلل اللبث ، وبثّ العيون وقدم الطلائع ، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلّا كان في ذلك الجيش ، منهم أبو بكر وعمر ، فتكلم قوم وقالوا : يستعمل هذا الغلام على جلّة المهاجرين والأنصار ، فغضب رسول الله (ص) لما سمع ذلك وخرج عاصبا رأسه ، فصعد المنبر وعليه قطيفة ، فقال : أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأمير أسامة ، لئن طعنتم في تأميري أسامة ، فقد طعنتم في تأميري أباه من قبله ، وايم الله إن كان لخليفا بالإمارة ، وابنه من بعده لخليق بها وإنهما لمن أحبّ الناس إليّ ، فاستوصوا خيرا ... شرح ابن أبي الحديد ج ١ : ١٥٩.
قال رسول الله (ص) لما حضرته الوفاة : «ائتوني باللوح والدواة ، أو بالكتف والدواة ، أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده» فقالوا : «إن رسول الله ليهجر». ـ