بعض آياته (١) ، فإن هذا يدلّ على ما قدموه من خدمات في سابق حياتهم ، وتنفيذهم لأوامر الله تعالى ، فطبيعي يرضى الله تعالى عنهم في هذه الحال ، ولكن لا يكون المراد من أنهم يستطيعون أن يقوموا بكل ما تراودهم أنفسهم في المستقبل ، وإن كان خلافا لأحكام الله تعالى.
استقرار ملوكية بني أمية
توفي معاوية (سنة ٦٠ للهجرة) ، واستولى على عرش الخلافة ابنه يزيد وفقا للبيعة التي أخذها أبوه من الناس ، وأصبح زعيما للحكومة الإسلامية.
والتأريخ يشهد بأن يزيد لم يكن يتصف بأية شخصية إسلامية ، فقد كان شابا لا يبالي بأحكام الإسلام حتى في زمن أبيه ، كان فاسقا فاجرا ، لا يتناهى عن شرب الخمر ، متّبعا لإهوائه وشهواته ، قام بأعمال إجرامية طوال السنوات الثلاث التي حكم فيها ، لم يسبق لها مثيل منذ ظهور الإسلام ، مع ما انطوت عليه من أحدث وفتن.
ففي السنة الأولى ، قتل الحسين بن علي عليهالسلام سبط النبي المرسل صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن كان معه من أولاده وأقربائه وأصحابه ، بشكل مفجع ، وطاف بالنساء والأطفال من أهل بيت العصمة والطهارة مع رءوس الشهداء في البلدان (٢).
__________________
(١) سورة التوبة الآية ١٠٠.
(٢) تاريخ اليعقوبي ج ٢ : ٢١٦ / أبي الفداء ج ١ : ١٩٠ / مروج الذهب ج ٣ : ٦٤ وكتب التاريخ الأخرى.