الخامس الهجري ، الداعي بلزوم اتّباع مذهب من الفقهاء الأربعة وهم : أبو حنيفة والمالكي والشافعي وأحمد بن حنبل ، فهم لا يجيزون الاجتهاد الحرّ ، وكذا التقليد من غير هؤلاء الأربعة ، وفي النتيجة بقي فقههم كما كان عليه قبل حوالي ألف ومائتي سنة ، وأخيرا انعزل جماعة من المنفردين عن الإجماع المذكور ، واتجهوا نحو الاجتهاد الحرّ.
الشيعة والعلوم النقلية
العلوم الإسلامية التي دوّنها علماء الإسلام ، تنقسم إلى قسمين : عقلية ونقلية ، فالعلوم النقلية ، هي التي يعتمد عليها في النقل ، مثل اللغة والحديث والتأريخ وما شابهها ، والعلوم العقلية مثل الفلسفة والرياضيات.
ولا شك أن الدافع الأصلي لظهور العلوم النقلية في الإسلام ، هو القرآن الكريم ، عدا علمي التأريخ والأنساب وعلم العروض. أما سائر العلوم فهي وليدة هذا الكتاب الإلهي.
دوّن المسلمون هذه العلوم بتتبعهم الديني ، وأهم ما فيها هو ، الأدب العربي وعلم النحو والصرف ، وعلم البلاغة ، وعلم اللغة ، وما يتعلق بالظواهر الدينية ، مثل علم فن القراءة والتفسير والحديث والرجال والدراية والأصول والفقه.
والشيعة لهم دورهم ومشاركتهم المهمة في تأسيس وتنقيح هذه العلوم ، ويمكن القول بأن المؤسس والمبتكر لكثير منها ، هم الشيعة. كما نجد ذلك في علم النحو ، فقد صنفه «أبو الأسود