ويقول جلّ من قائل في سورة الدخان الآية ٣٨ و ٣٩ : (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ* ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ).
الهداية الخاصة
بديهي أن النوع الإنساني لا يستثنى عن هذه الهداية التكوينية التي تهيمن على جميع الكائنات في العالم ، فهي تسيطر على الإنسان أيضا ، وبما أن كلّ كائن يطوي في طريقه نحو التكامل بما لديه من قدرة وقابلية ، فكذلك الإنسان يساق نحو الكمال الواقعي بواسطة الهداية التكوينية.
قد يشترك الإنسان في كثير من صفاته ومميزاته مع سائر أنواع الكائنات الحيّة من حيوان أو نبات ، لكنه يتميّز بخصائص خاصة به ، تجعله يمتاز عن غيره ، وأهمها العقل.
فالعقل يدعو الإنسان إلى التفكّر والتدبّر ، والانتفاع من كل وسيلة ممكنة ، لتحقيق أهدافه وأغراضه ، فهو يعرج إلى السماء حينا ، فيسير في الفضاء اللامتناهي ، ويغوص في أعماق البحار أحيانا ، ويدأب في الاستفادة من أنواع الحيوان والنبات والجماد على ظهر البسيطة ، وقد يتجاوز هذا الحدّ بأن يتجه إلى استغلال بني نوعه.
والإنسان حسب طبعه الأولي ، يرى حريته المطلقة في سعادته وكماله ، وبما أن وجوده وجود اجتماعي ، ومتطلباته في الحياة متعددة ، بحيث لا يمكن أن ينالها لوحده ، بل بالتعاون مع أبناء