موضوعا الخلافة والمرجعيّة العلميّة
كان الشيعة يعتقدون أن ما يهمّ المجتمع أولا وقبل كل شيء هو تبيان وتوضيح التعاليم الإسلامية (١). ومن ثم نشرها في المجتمع ، وبعبارة أخرى هي نظرة المجتمع إلى العالم والإنسان نظرة واقعية ، والوقوف على الواجبات والوظائف الإنسانية (بالشكل الذي يكون فيه الصلاح الحقيقي) والقيام بها ، وإن كانت مخالفة لإهوائهم وميولهم.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن قيام حكومة دينية ليس إلا لتنفيذ الأحكام الإسلامية في المجتمع ، والحفاظ عليها ، بحيث لا يعبد الناس إلا الله جلّ وعلا. وأن يحظوا بحرّية تامة وعدالة فردية واجتماعية ، وهاتان المهمتان يجب أن تناطا إلى شخص يتسم بالعصمة والرعاية الإلهية ، إذ من المحتمل أن يتعهد هذه المسئولية أناس لم يسلموا من الانحراف الفكري والعقائدي ، ولم ينزّهوا من الخيانة. وتتحول العدالة التي تمنح الحرية الإسلامية إلى ملوكية موروثة مستبدة ، كملوكية كسرى وقيصر ، وتتعرض التعاليم الإسلامية المنزهة إلى تحريف ، كتعاليم الأديان السماوية الأخرى ، ولا تكون بمأمن من العلماء الذين قد ركبوا أهواءهم. فالشخص الوحيد الذي قد نهج نهج الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في أعماله
__________________
(١) كتاب الله والسنة النبوية وأئمة أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ خير دليل على تحريضهم لاكتساب العلم وقول النبي (ص) خير شاهد إذ يقول : «طلب العلم فريضة على كل مسلم) البحار ج ١ : ٥٥.