(س) وفي حديث ابن الزّبير «أتيتموني فاتحي أفواهكم كأنكم الغِرْبِيل» قيل : هو العصفور.
(غرث) فيه «كلّ عالم غَرْثَانُ إلى علم» أي جائع. يقال : غَرِثَ يَغْرَثُ غَرَثاً فهو غَرْثَان ، وامرأة غَرْثَى.
ومنه شعر حسان في عائشة :
وتصبح غَرْثَى من لحوم الغوافل
ومنه حديث عليّ «أبيت مبطانا وحولي بطون غَرْثَى».
ومنه حديث أبي حثمة (١) عند عمر يذمّ الزّبيب «إن أكلته غَرِثْتُ» وفي رواية «وإن أتركه أَغْرَث» أي أجوع ، يعنى أنه لا يعصم من الجوع عصمة التّمر.
(غرر) (ه) فيه «أنه جعل في الجنين غُرَّةً عبدا أو أمة» الغُرَّة : العبد نفسه أو الأمة ، وأصل الغُرَّة : البياض الذي يكون في وجه الفرس ، وكان أبو عمرو بن العلاء يقول : الغُرَّة عبد أبيض أو أمة بيضاء ، وسمي غُرَّة لبياضه ، فلا يقبل في الدّية عبد أسود ولا جارية سوداء. وليس ذلك شرطا عند الفقهاء ، وإنما الغُرَّة عندهم ما بلغ ثمنه نصف عشر الدّية (٢) من العبيد والإماء.
وإنما تجب الغُرَّة في الجنين إذا سقط ميّتا ، فإن سقط حيّا ثم مات ففيه الدّية كاملة.
وقد جاء في بعض روايات الحديث «بغُرَّةٍ عبد أو أمة أو فرس أو بغل».
وقيل : إنّ الفرس والبغل غلط من الراوي.
__________________
(١) فى الأصل واللسان : «خثمة» بالخاء المعجمة ، وفى ا : «خيثمة». وهو فى الفائق ١ / ٢٣١ ، أبو عمرة ، عبد الرحمن بن محصن الأنصارى. والمصنف اضطرب فى كنية هذا الرجل ، فمرة يذكرها «أبو حثمة» بالحاء المهملة ، وأخرى : «أبو عمرة» وحديث هذا الرجل مفرّق على المواد (تحف. حرش. خرس. خرف. رقل. صلع. صمت. ضرس. علل) وانظر أسد الغابة ٥ / ١٦٨ ، ٢٦٣ ، الإصابة ٧ / ٤١ ، ١٣٨.
(٢) فى الهروى ، واللسان : «الغرة من العبيد الذى يكون ثمنه عشر الدية».