وانما أجازه في الغالب لأن نظيره في المعنى قد يجىء مقصورا نحو البُكَاء فيمن قصره وهذا الذى حَجَر عليه الفراء من قصر القياسى قد جاء مقصورا في الشعر كقول الأعشى
* والقارِح العَدَّا وكلّ طِمِرَّةٍ*
وقول الآخر
* بِفِىَّ مِنِ اهْدَاها لَكَ الدَّهْرَ إثْلِبُ*
فهذان قياسيان وأما المجمع على قصره فكقوله
* لا بُدَّ مِنْ صَنْعا وإن طالَ السَّفَرْ*
وأما مَدُّ المقصور فأجازه الاخفش كما أجاز عكس ذلك وأما الفراء فانه يجيز مَدَّ المقصور القياسى نحو مصدر فَعِلَ فَعَلاً من المعتل وفَعْلَى التى هى مؤنث فَعْلان وانما أجمعوا على قصر الممدود واختلفوا في عكسه لان قصر الممدود تخفيف وردُّ شئٍ الى أصله وكلاهما مطلوب في الشعر وغيره كالترخيم ونحوه من ضروب الحذف لانهم مما يُؤْثِرون التخفيف وأما مَدُّ المقصور فزيادة فيه وتثقيل فهذا فرق بينهما
باب تثنية المقصور
وأُبَيِّن شيأ من تثنية ما ليس بمقصور فأسوق حكم التثنية الكلية على ما يوجبه قول النحويين البصريين وأَعْتَلُّ لذلك وأَخْتَصِر* اعلم أن التثنية فيما لم يكن آخره ألفا مقصورة أو ممدودة انما تلزم اللفظ الواحد بغير تغيير منه ويزاد عليه ألف ونون فى الرفع وياء ونون في النصب والجر وذلك مُطَّرِد غير منكسر فيما قَلَّت حروفه أو كَثُرت كقولك رَجُلَانِ وتَمْرتانِ ودَلْوَانِ وعِدْلان وعَوْدَانِ وبِنْتَان وأُخْتانِ وسَيْفَانِ وعُرْيَانانِ وعَطْشَانانِ وفَرْقَدَانِ وصَمَحْمَحان وعَنْكَبُوتانِ ونحو ذلك وتقول في النصب والجر رأيت رَجُلَيْنِ ومررت بعَنْكَبُوتَيْن ويلزم الفتح قبل الياء وقد أكثر النحويون فى تعليل ذلك ولا حاجة بنا الى تعليله في هذا الكتاب اذ ليس من غرضه ويلزم ما كان من المنقوص وهو المقصور التغييرُ اذا ثَنَّيْناه فمن ذلك ما كان على