لقد غَضِبُوا عَلَىَّ وأَشْقَذُونِى |
|
فَصِرْتُ كأَنَّنى فَرَأٌ مُتَارُ |
وقال في المد
بِضَرْب كآذانِ الفَرَاءِ فُضُولُهُ |
|
وطَعْنٍ كايزاغِ المَخَاضِ تَبُورُها |
هذه رواية بعضهم فأما الأصمعى فقال هو الفَرَأُ على مثال الخَطَا وجمعه فِرَاءٌ وأنشد البيت
* بِضَرْبٍ كآذانِ الفِرَاءِ فُضُولُه*
على الجمع وهو الصحيح وأما في القصر فحكى الفارسى أن العرب تقول أَنْكَحْنا الفَرَا فَسَنَرَى هذه حكايته في الايضاح وقال في التذكرة أو البغداديات هو على الاتباع لنَرَى كما قالوا هَنَأَنى الطعامُ ومَرَأَنى وإنى لَآتِيهِ بالغَدَايا والعَشَايا والوَحَا ـ السَّيِّد مقصور قال
وعَلِمْتُ أَنِّى إنْ عَلِقْتُ بحَبْلِهِ |
|
نَشِبَتْ يَدَاىَ إلَى وَحًا لم يَصْقَعِ |
أى لم يَذْهَب عن صُقْع المكان وكذلك الوَحَا جمع وَحَاة وهى ـ الصَّوت والجَلَبة قال
وَبَلْدةٍ لا يَنَال الذِّئْبُ أَفْرُخَها |
|
ولا وَحَى الوِلْدِة الدَّاعِينَ عَرْعارِ |
ويقال الوَحَا الوَحَا والوَحَاءَ والوَحَاءَ ـ أى الاسراع فيمدونهما ويقصرونهما اذا جمعوا بينهما فاذا أَفْرَدُوه مَدُّوه ولم يَقْصُروه قال أبو النجم
* يَفِيضُ عنه الرَّبْوُ مِنْ وَحَائه*
والالف في ذلك كله منقلبة عن ياء لقولهم وَحَيْت وأصلُ الكلمة السُّرْعةُ ألا تراهم قالوا وَحَى الكتابَ ووَحَيْتُ اليه بطَرْفى وأوْحَيْت وقالوا وَحَيْتُ اليه في الكلام وأَوْحَيْت وهو ـ أن تُكَلِّمه بكلام يَفْهَمُه عنك تُخْفِيه عن غيره قريب من لَحَنْت ولو لم يَبِنْ أمرُ انقلاب الألف في الوَحَى من الياء من جهة قولهم وَحَيْتُ وكان لفظا لا فعل له لَقَضَيْنا أيضا أن ألفه منقلبة عن ياء لعدم مثل وَعَوْتُ في الكلام وكثيرا ما يستعمل الفارسى اعتبارا مثل هذا اذا لم يَبِنْ له ما انقلبت عنه الألف ونظيرُ اعتباره لهذا حُكْمُه على الياء الثانية من أُثْفِيَّة أنها منقلبة عن واو بدلالة قولهم وَثَفَه يَثِفُه اذا تَبِعَه مع وُجُوده يَثْفُو وهذا من دقيق النظر في التصريف* والوَنَا جمع وَنَاةٍ ـ