__________________
ـ الآل ، ولا شك انّ فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله أشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ؛ فوجب أن يكونوا هم الآل.
أيضا اختلف الناس في الآل فقيل هم الاقارب ، وقيل هم امته ، فان حملناه على القرابة فهم الآل ، وان حملناه على الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضا آل ؛ فثبت أنّ على جميع التقديرات هم الآل ، واما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟
فمختلف فيه ، وروى صاحب الكشاف انه لما نزلت هذه الآية [المودة] قيل يا رسول الله : من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟
فقال : «علي وفاطمة وابناهما».
فثبت أن هؤلاء الأربعة اقارب النبي ؛ وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ويدل عليه وجوه.
إلخ (تفسير الفخر الرازي : ٢٧ / ١٦٦ مورد آية المودة (٢٣) من سورة الشورى).
* وقال أبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي : (والذي قال به الجماهير من العلماء ، وقطع به أكابر الأئمة ، وقامت به البراهين وتظافرت به الادلة أن أهل البيت المرادين في الآية هم سيدنا علي وفاطمة وابناهما وما كان تخصيصهم بذلك منه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا عن أمر إلهي ووحي سماوي ... والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، وبما أوردته منها يعلم قطعا أن المراد بأهل البيت في الآية هم علي وفاطمة وابناهما رضوان الله عليهم ، ولا التفات إلى ما ذكره صاحب روح البيان من أن تخصيص الخمسة المذكورين عليهمالسلام بكونهم أهل البيت من أقوال الشيعة ، لان ذلك محض تهور يقتضي بالعجب ، وبما سبق من الأحاديث وما في كتب أهل السنة السنية يسفر الصبح لذي عينين ـ إلى أن يقول ـ وقد أجمعت الأمة على ذلك فلا حاجة لإطالة الاستدلال له) (رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي الهادي : ١٣ ـ ١٤ ـ ١٦ الباب الأول ـ ذكر تفضيلهم بما أنزل الله في حقهم من الآيات). * وقال ابن حجر : (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) اكثر المفسرين على انها نزلت في علي وفاطمة الحسن والحسين (الصواعق المحرقة : ١٤٣ ط. مصر ـ وط. بيروت : ٢٢٠ الباب الحادي عشر ، في الآيات الواردة فيهم الآية الاولى).
* وقال في موضع آخر بعد تصحيح الصلاة على الآل : فالمراد بأهل البيت فيها وفي كل ما جاء في فضلهم أو فضل الآل أو ذوي القربى جميع آله وهم مؤمنو بني هاشم والمطلب ... وبه يعلم انه قال ذلك كله فحفظ بعض الرواة ما لم يحفظه الآخر ، ثم عطف الازواج والذرية على الآل في كثير من الروايات يقتضي انهما ليست من الآل ، وهو واضح في الازواج بناء على الاصح في الآل انهم مؤمنو بني هاشم والمطلب ، وأما الذرية فمن الآل على سائر الأقوال ، فذكرهم بعد الآل للاشارة إلى عظيم شرفهم (الصواعق المحرقة : ١٤٦ ط. مصر و ٢٢٤ ـ ٢٢٥ ط. بيروت باب ١١ ، الآيات النازلة فيهم ـ الآية الثانية).
* وقال النووي بشرح مسلم : وأما قوله في الرواية الاخرى : «نساؤه من أهل البيت ولكن أهل بيته من حرم الصدقة». قال : وفي الرواية الاخرى : «فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا».
فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض ، والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال : «نساؤه لسن من أهل بيته» فتتأول الرواية الأولى على أن المراد أنهنّ من أهل بيته الذين يسكنونه ويعولهم ... ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة.