زيد الحسيني بقراءتي عليه بجرجان قال : حدّثنا الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد بن العلوي المحمدي ببغداد في شهر رمضان من سنة خمس وعشرين وأربعمائة قال : حدّثنا القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرّحمن بن خلاد وبكر بن أحمد بن مخلد وأبو عبد الله الغالبي قالوا : حدّثنا محمد بن هارون المنصوري العباسي قال : حدّثنا أحمد بن شاكر قال : حدّثنا يحيى بن أكثم القاضي قال: حدّثنا المأمون عن عطية العوفي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : «لما أراد الله عزوجل أن يهلك قوم نوح عليهالسلام أوحى الله إليه أن شق الواح الساج فلمّا شقها لم يدر ما يصنع فهبط جبرائيل عليهالسلام فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت فيه مائة ألف مسمار فسمّر المسامير كلها في السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير فضرب بيده إلى مسمار منها فأشرق في يده واضاء كما يضيء الكوكب الدرّي في أفق السماء ، فتحير من ذلك نوح عليهالسلام فانطق الله ذلك المسمار بلسان طلق زلق فقال : على اسم خير الأنبياء محمد بن عبد الله ، فهبط جبرائيل فقال له : يا جبرائيل ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله؟
قال : هذا باسم خير الأولين والآخرين محمد بن عبد الله اسمره في أولها على جانب السفينة الأيمن ثم ضرب بيده على مسمار ثان فأشرق وأنار فقال نوح : وما هذا المسمار؟ قال : مسمار أخيه وابن عمه علي بن أبي طالب عليهالسلام فأسمره على جانب السفينة اليسار في أولها ، ثم ضرب يده إلى مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار ، فقال له جبرائيل عليهالسلام : هذا مسمار فاطمة فأسمره إلى جانب مسار أبيها ، ثم ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر وأنار ، فقال له : هذا مسمار الحسنعليهالسلام فأسمره إلى جانب مسمار أبيه ، ثم ضرب بيده إلى مسمار خامس فأشرق وأنار ، فقال: يا جبرائيل ما هذه النداوة؟ فقال : هذا مسمار الحسين بن علي السيد الجليل الشهيد سيد الشهداء فأسمره إلى جانب مسمار أخيه».
ثم قال النبي صلىاللهعليهوآله : «قال الله تعالى : (وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ) قال النبيصلىاللهعليهوآله : «الألواح خشب السفينة ونحن الدّسر ولولانا ما سارت السفينة بأهلها» (١).
أقول : قال أبو القاسم عقيب هذا الحديث : يقول أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن الطاوس مصنف هذا الكتاب : وإنما ذكرت هذا الحديث لأنه يرويه محمد بن النجّار الذي هو من أعيان أهل الحديث من الأربعة المذاهب وثقاتهم ومن لا يتهم فيما يرويه من فضائل أهل البيت عليهمالسلام وعلوّ مقاماتهم وما رأيت ولا رويته من طريق شيعتهم إلى الآن ، فإذا كان نجاة سفينة نوح
__________________
(١) ملحق من كتاب آل محمد؟؟.