وملك الأرزاق ، وملائكة الحرب» فهذا كلام أثبته رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وأقرّ به. وجمهور أصحاب الطلسمات يثبتون هذا النوع من الأرواح ، ويقرون به ، فيجب البحث عن وجود هذا النوع.
تلك الحرارة تشبه الحرارة الغريزية [فإذا كانت الحرارة الغريزية (١)] التي في القلب مع قلتها ، لم تخل من نفس تدبرها ، وتتعلق بها ، فالحرارة اللطيفة الموجودة تحت فلك القمر ، كيف يمكن خلوها عن نفوس تتعلق بها وتدبرها؟ ومنهم من قال : لا يمتنع أيضا تعلق الأرواح الكثيرة [بها (٢) ، و] بكرة النسيم ، وبكرة الزمهرير. فإنا نشاهد أن الجبال التي تكثر فيها الثلوج ، قد يتولد فيها ديدان عظيمة ، تشبه زقاقا رقيقة مملوءة من الماء العذب البارد ، فإذا لم يمتنع تعلق الأرواح بها ، فكذلك لا يمتنع تعلق الأرواح بهذه الكرات. فهذا تفصيل الكلام في هذا الباب.
والحاصل : أن مراتب المفارقات عند الفلاسفة المتأخرين ك «أبي نصر الفارابي» و «أبي علي بن سينا» أربعة. فأعلاها وأشرفها : واجب الوجود لذاته ، ثم العقول ، ثم النفوس السماوية ، ثم النفوس البشرية. ولا يعترفون بالجن والشياطين. وأما أرباب الملل والنحل ، وأصحاب الطلسمات. فإنهم يثبتون الجن والشياطين ، وسائر الأقسام. والله أعلم.
__________________
(١) من (ل).
(٢) من (م).