(ه) ومنه حديث عليّ «واهْتَبَلُوا هَبَلَهَا».
(ه) وحديث أبى ذر «فَاهْتَبَلْتُ غفلته».
(ه) وفى حديث الإفك «والنّساء يومئذ لم يُهَبِّلْهُنَ اللّحم» أى لم يكثر عليهن. يقال : هَبَّلَهُ اللّحم ، إذا كثر عليه وركب بعضه بعضا. ويقال للمهيّج المربّل : مُهَبَّلٌ ، كأن به ورما من سمنه.
(س) وفى حديث عمر ، حين فضّل الوادعىّ سهمان الخيل على المقاريف ، فأعجبه فقال : «هَبِلَتِ الوادعىّ أمّه ، لقد أذكرت به» يقال : هَبِلَتْهُ أمّه تَهْبَلُهُ هَبَلاً ، بالتحريك : أى ثكلته. هذا هو الأصل. ثم يستعمل فى معنى المدح والإعجاب. يعنى ما أعلمه وما أصوب رأيه! كقوله عليه الصلاة والسلام «ويلمّه مسعر حرب» وقول الشاعر (١) :
هوت أمّه ما يبعث الصّبح غاديا |
|
وماذا يرى فى اللّيل حين يؤوب |
وقوله : «أذكرت به» : أى ولدته ذكرا من الرّجال شهما.
ومنه حديثه الآخر «لأمّك هَبَلٌ» أى ثكل (٢).
(س) وحديث الشّعبىّ «فقيل لى : لأمّك الْهَبَلُ».
ومنه حديث أم حارثة بن سراقة «ويحك ، أوهَبِلْتِ؟» هو بفتح الهاء وكسر الباء. وقد استعاره هاهنا لفقد الميز والعقل مما أصابها من الثّكل (٣) بولدها ، كأنه قال : أفقدت عقلك بفقد ابنك ، حتى جعلت الجنان جنّة واحدة؟
ومنه حديث عليّ «هَبِلَتْهُمُ الْهَبُولُ» أى ثكلتهم الثّكول ، وهى ـ بفتح الهاء ـ من النساء التى لا يبقى لها ولد.
وفى حديث أبى سفيان «قال يوم أحد : أعل هبل» هُبَلْ بضم الهاء : اسم صنم لهم معروف كانوا يعبدونه.
__________________
(١) هو كعب بن سعد الغنوى يرثى أخاه. الصحاح واللسان (هوى) وفيهما : «وماذا يؤدّى اللّيل».
(٢) فى الأصل ، واللسان : «ثكل ... الثّكل» وضبطته بالضم ن ا. وهو بوزن قفل ، كما فى المصباح. وذكر صاحب القاموس أنه بالضم. قال : ويحرّك.
(٣) فى الأصل ، واللسان : «ثكل ... الثّكل» وضبطته بالضم ن ا. وهو بوزن قفل ، كما فى المصباح. وذكر صاحب القاموس أنه بالضم. قال : ويحرّك.