وفى حديث فاطمة «فلما رآها استبشر وتَهَلَّلَ وجهه» أى استنار وظهرت عليه أمارات السّرور.
[ه] وفى حديث النابغة الجعدىّ «فنيّف على المائة ، وكأنّ فاه البرد المنهلّ» كلّ شيء انصبّ فقد انْهَلَ. يقال : انهلّ المطر يَنْهَلُ انْهِلَالاً ، إذا اشتدّ انصبابه (١).
ومنه حديث الاستسقاء «فألّف الله السّحاب وهلّتنا» هكذا جاء فى رواية لمسلم (٢). يقال : هَلَ السّحابُ ، إذا مطر بشدّة.
وفى قصيدة كعب :
لا يقع الطّعن إلّا فى نحورهم |
|
وما لهم (٣) عن حياض الموت تهليل |
أى نكوص وتأخّر. يقال : هَلَّلَ عن الأمر ، إذا ولّى عنه ونكص.
(هلم) ـ قد تكرر فى الحديث ذكر «هَلُمَ» (٤) ومعناه تعال. وفيه لغتان : فأهل الحجاز يطلقونه على الواحد والجميع ، والاثنين والمؤنّث بلفظ واحد مبنىّ على الفتح. وبنو تميم تثنّى وتجمع وتؤنّث ، فتقول : هلمّ وهَلُمِّي وهَلُمَّا وهَلُمُّوا.
(هلا) ـ فى حديث ابن مسعود «إذا ذكر الصّالحون فحىّ هَلاً بعمر» أى فأقبل به وأسرع. وهى كلمتان جعلتا كلمة واحدة ، فحىّ بمعنى أقبل ، وهَلاً بمعنى أَسْرِعْ ، وقيل : بمعنى اسكن عند ذكره حتّى تنقضى فضائله. وفيها لغات.
[ه] وفى حديث جابر «هلّا بكرا تلاعبها وتلاعبك» هَلَّا بالتّشديد ، حرف معناه الحثّ والتّحضيض.
__________________
(١) زاد الهروى ، قال : «وسمعت الأزهرى يقول : انهل السماء بالمطر هللا. قال : ويقال للمطر : هلل وأهلول».
(٢) انظر حواشى ص ٣٦١ من الجزء الرابع.
(٣) فى شرح ديوانه ص ٢٥ : «ما إن لهم».
(٤) ذكر الهروى فيه حديثا ، وهو : «ليذادنّ عن حوضى رجال فأناديهم : ألا هلمّ» قال : أى تعالوا.