بينهم من خلاف ونزاع وبغضاء وعداء في آيات كثيرة مكية ومدنية منها ما مرّ ومنها ما سوف يأتي.
وقد قال المفسرون (١) في صدد تعبير (وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ) إن المقصود به التنويه بفضل النبي صلىاللهعليهوسلم ورفعة درجته على سائر الأنبياء.
ولقد قال الخازن في صدد ذلك إنه لم يؤت نبي من الأنبياء آية أو معجزة إلا وأوتي نبينا محمد صلىاللهعليهوسلم مثل ذلك ثم أخذ يشير إلى ما روي من معجزاته التي أعظمها وأظهرها القرآن والكلام للمفسر نفسه. ثم أورد حديثا عن أبي هريرة رواه الشيخان أيضا جاء فيه : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما من نبيّ من الأنبياء إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة» وحديثا ثانيا عن جابر رواه الشيخان كذلك جاء فيه : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلّ وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة». وحديثا آخر عن أبي هريرة رواه أصحاب السنن جاء فيه : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فضلت على الأنبياء بستّ : أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلّت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأرسلت إلى الخلائق كافة ، وختم بي النبيّون». ولقد تساءل ابن كثير عما يمكن أن يورد من نقض بين ما ورد من أحاديث في تفضيل النبي صلىاللهعليهوسلم وبين ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة من حديث جاء فيه : «استبّ رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال اليهودي في قسم يقسمه : لا والذي اصطفى موسى على العالمين. فرفع المسلم يده فلطم وجه اليهودي وقال : أيّ خبيث ، وعلى محمد صلىاللهعليهوسلم. فجاء اليهودي إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فاشتكى على المسلم فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا تفضلوني على الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من
__________________
(١) انظر تفسير الآيات في تفسير الطبري وابن كثير والخازن والبغوي.