وقال تعالى : (وَازَّيَّنَتْ) [الآية ٢٤] أي «وتزيّنت» ولكن أدغمت التاء في الزاي لقرب المخرجين ، فلمّا سكن أولها زيد فيها ألف وصل ، فصارت (وازّيّنت) ثقيلة «ازّيّنا» يريد المصدر وهو من «التزيّن» وإنما زيدت الألف بالإدغام حين أدغم ليصل الكلام ، لأنه لا يبتدأ بساكن.
وقال تعالى : (وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ) [الآية ٢٦] ، لأنه من «رهق» «يرهق» «رهقا».
وقال تعالى (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) [الآية ٣٨] وهذا ، والله أعلم ، «على مثل سورته» وألقى (١) السورة كما قال : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) ([يوسف / ٨٢] يريد «أهل القرية».
وقال تعالى : (جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها) [الآية ٢٧] وزيدت الباء ، كما زيدت في قولك «بحسبك قول السوء».
وقال تعالى في قراءة من قرأ : (كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً) [الآية ٢٧] فالعين (٢) ساكنة لأنه ليس جماعة «القطعة» ولكنه «قطع» اسم على حياله (٣). وقرأ عامّة الناس (قِطَعاً) (٤) يريدون به جماعة «القطعة» ويستند الأول إلى قوله تعالى : (مُظْلِماً) لأن «القطع» واحد فيكون «المظلم» من صفته. والذين قالوا «القطع» يعنون به الجمع ، وقالوا نجعل (مُظْلِماً) حالا ل (اللَّيْلِ).
وقال تعالى : (مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ) [الآية ٢٨] في معنى «انتظروا أنتم وشركاؤكم».
وقال تعالى : (هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ
__________________
(١). نقله في الهمع ١ / ١٢٧ والمغني ١ / ١١٠ وشرح المفصّل لابن يعيش ٨ / ١٣٩ و ٢ / ١١٥ وشرح الرضي على الكافية ٢٩٢ والبحر ٥ / ١٤٧ و ١٤٨.
(٢). يقصد عين الكلمة في ميزانها وهو حرف الطاء.
(٣). هي في الطبري ١١ / ١١٠ إلى بعض متأخري القراء ؛ وفي السبعة ٣٢٥ ؛ والكشف ١ / ٥١٧ ، والتيسير ١٢١ والجامع ٨ / ٣٣٣ ؛ والبحر ٥ / ١٥٠ الى ابن كثير والكسائي.
(٤). في معاني القرآن ١ / ٤٦٢ أنها قراءة العامة ، وكذلك نسب في الطبري ١١ / ١١٠ إلى عامة قراء الأمصار ، وفي السبعة ٣٢٥ إلى نافع وأبي عمرو وعاصم وابن عامر وحمزة ، وفي البحر ٥ / ١٥٠ إلى السبعة ممن لم يأخذ بالسابقة ، وإلى ابن أبي عبلة ، وفي الكشف ١ / ٥١٧ والتيسير ١٢١ إلى غير ابن كثير والكسائي. وعلى هذه القراءة رسم المصحف.