وصحّحه ، عن سعيد بن جبير قال : سمعت ابن عمر يقرأ سبح اسم ربك الأعلى فقال : سبحان ربي الأعلى ، وكذلك هي في قراءة أبيّ بن كعب. وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر أنه قال : إذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى قال : سبحان ربي الأعلى. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن عبد الله بن الزبير أنه قرأ سبح اسم ربك الأعلى فقال : سبحان ربي الأعلى ، وهو في الصلاة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (فَجَعَلَهُ غُثاءً) قال : هشيما (أَحْوى) قال : متغيرا. وأخرج ابن مردويه عنه قال : «كان النبيّ صلىاللهعليهوسلم يستذكر القرآن مخافة أن ينسى ، فقيل له : قد كفيناك ذلك ، ونزلت : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى)». وأخرج الحاكم عن سعد بن أبي وقاص نحوه. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس (إِلَّا ما شاءَ اللهُ) يقول : إلا ما شئت أنا فأنسيك. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا (وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى) قال : للخير. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود (وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى) قال : الجنة.
وأخرج البزار وابن مردويه عن جابر بن عبد الله عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم في قوله : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) قال : «من شهد أن لا إله إلا الله ، وخلع الأنداد ، وشهد أني رسول الله (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) قال : هي الصلوات الخمس ، والمحافظة عليها والاهتمام بمواقيتها». قال البزار : لا يروى عن جابر إلا من هذا الوجه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) قال : من الشرك (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ) قال : وحّد الله (فَصَلَّى) قال : الصلوات الخمس. وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) قال : من قال لا إله إلا الله. وأخرج البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم في الكنى ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن كثير بن عبد الله بن عمرو ابن عوف عن أبيه عن جدّه عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «أنه كان يأمر بزكاة الفطر قبل أن يصلي صلاة العيد ، ويتلو هذه الآية (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ـ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)». وفي لفظ قال : «سئل النبي صلىاللهعليهوسلم عن زكاة الفطر ، فقال : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) قال : هي زكاة الفطر» وكثير بن عبد الله ضعيف جدّا ، قال فيه أبو داود : هو ركن من أركان الكذب ، وقد صحّح الترمذي حديثا من طريقه ، وخطىء في ذلك ، ولكنه يشهد له ما أخرجه ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ـ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) ثم يقسم الفطرة قبل أن يغدو إلى المصلى يوم الفطر» وليس في هذين الحديثين ما يدل على أن ذلك سبب النزول ، بل فيهما أنه صلىاللهعليهوسلم تلا الآية. وقوله : هي زكاة الفطر ، يمكن أن يراد به أنها مما يصدق عليه التزكي ، وقد قدّمنا أن السورة مكية ، ولم تكن في مكة صلاة عيد ولا فطرة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي سعيد الخدري : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) قال : أعطى صدقة الفطر قبل أن يخرج إلى العيد (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) قال : خرج إلى العيد وصلى. وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : «إنما أنزلت هذه الآية في إخراج صدقة الفطر قبل صلاة العيد (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ـ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)». وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال : قلت لابن عباس : أرأيت قوله : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) للفطر؟ قال : لم أسمع بذلك ، ولكن للزكاة كلها. ثم عاودته فقال لي : والصدقات