رابعا : إن الصافي لم يورد في مبحثه حول القرآن رواية من الاثني عشر ـ المعصومين عندهم ـ تدل وتنص على اعتقادهم بعدم التحريف في القرآن ، بخلاف الخطيب فإنه ذكر روايتين عن الاثنين منهم تصرح بأن القرآن وقع فيه التغيير والتحريف ، وها نحن ذاكرون عديدا من الأحاديث والروايات من كتبكم أنتم أيها الصافي التي لا تقبل الشك في أن الشيعة اعتقادهم في القرآن هو كما ذكره الخطيب رحمهالله ولا تنكرونه إلا تقية وخداعا للمسلمين.
ثم قال إحسان ظهير في صفحة ٦٩ :
من المجرم أيها السادة العلماء والفضلاء؟ ومن صاحب الجريمة؟
الذي يرتكب الجريمة ويكتسب العار ، أم الذي يدل على الجريمة المرتكبة ، وعلى الفضيحة المكتسبة؟
والرواية ليست واحدة وثنتين بل هناك روايات وأحاديث عن الشيعة تدل وتخبر بأن القرآن عندهم غير محفوظ من التغيير والتبديل ، وليس هذا القرآن الموجود قرآن الشيعة ، بل هذا القرآن عندهم مختلق بعضه ومحرف بعضه ، فانظر ما يرويه الشيعة عن أبي جعفر فيقول صاحب بصائر الدرجات (حدثنا علي بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن يحيى بن أديم عن شريك عن جابر قال قال أبو جعفر : دعا رسول الله أصحابه بمنى فقال : يا أيها الناس إني تارك فيكم حرمات الله ، كتاب الله وعترتي ، والكعبة البيت الحرام. ثم قال أبو جعفر : أما كتاب الله فحرفوا ، وأما الكعبة فهدموا ، وأما العترة فقتلوا ، وكل ودائع الله فقد تبروا).
ثم قال إحسان ظهير في صفحة ٧٣ :
(ويؤيد هذه الرواية ذلك الحديث الشيعي المشهور الذي رواه محمد بن يعقوب الكليني عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة بعده) الكافي في الأصول ـ كتاب الحجة ، باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة ـ ج ١ ص ٢٢٨ ـ ط طهران.