(خُلِقَ الْإِنْسانُ) يعنى آدم (مِنْ عَجَلٍ) أى مستعجلا بالعذاب (سَأُرِيكُمْ آياتِي) أى علامات وحدانيتى فى الأفاق ، ويقال : سأوريكم آياتى ، عذابى بالسيف يوم بدر (فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (٣٧)) بالعذاب قبل الأجل (وَيَقُولُونَ) يعنى كفار مكة (مَتى هذَا الْوَعْدُ) الذى تعدنا يا محمد (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٨)) أى إن كنت من الصادقين (لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ما لهم فى العذاب لم يستعجلوه (حِينَ لا يَكُفُّونَ) أى حين العذاب لا يقدرون أن يمنعوا (عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ) العذاب (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٣٩)) أى يمنعون مما يراد بهم من العذاب (بَلْ تَأْتِيهِمْ) الساعة (بَغْتَةً) فجأة (فَتَبْهَتُهُمْ) أى فتفجؤهم (فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها) دفعها عن أنفسهم (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٤٠)) أى يؤجلون من العذاب.
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٤١) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (٤٢) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (٤٣) بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ (٤٤) قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ (٤٥) وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٤٦) وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ (٤٧) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (٤٩) وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٠))
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ) يقول : استهزأ بهم قومهم كما استهزأ بك قومك يا محمد (فَحاقَ) فوجب ودار ونزل (بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ) على الأنبياء (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٤١)) من العذاب ، ويقال : نزل بهم العذاب باستهزائهم (قُلْ) يا محمد لأهل مكة : (مَنْ يَكْلَؤُكُمْ) من يحفظكم (بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ) أى من عذاب الرحمن ، ويقال : غير الرحمن (بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ) عن توحيد ربهم ، وكتاب ربهم (مُعْرِضُونَ (٤٢)) مكذبون به تاركون له (أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ) أى ألهم آلهة (تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا) أى من عذابنا (لا يَسْتَطِيعُونَ