نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ) أى صرف العذاب عن أنفسهم ، يعنى الآلهة فكيف عن غيرهم (وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (٤٣)) أى من عذابنا يجارون فكيف يجيرون غيرهم (بَلْ مَتَّعْنا) أجلنا (هؤُلاءِ) يعنى أهل مكة (وَآباءَهُمْ) قبلهم (حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) الأجل (أَفَلا يَرَوْنَ) يعنى أهل مكة (أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ) أى نأخذ الأرض (نَنْقُصُها) نفتحها لمحمد (مِنْ أَطْرافِها) من نواحيها (أَفَهُمُ الْغالِبُونَ (٤٤)) أى أفهم الغالبون الأن على محمد صلىاللهعليهوسلم (قُلْ) لهم يا محمد (إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) بما نزل من القرآن (وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ) أى من يتصامم عن الدعاء إلى الله ، ويقال : لا تقدر أن تسمع الدعاء من يتصامم إن قرأت بضم التاء (إِذا ما يُنْذَرُونَ (٤٥)) أى يخوفون.
(وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ) أصابتهم (نَفْحَةٌ) طرف (مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٤٦)) على أنفسنا كافرين بالله (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ) أى العدل (لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) فى يوم القيامة ميزان لها كفتان ولسان لا يوزن فيها غير الحسنات والسيئات (فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً) لا ينقص من حسنات أحد ولا يزاد على سيئات أحد (وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ) أى وزن حبة من خردل (أَتَيْنا بِها) جئنا بها ، ويقال : جزينا بها (وَكَفى بِنا حاسِبِينَ (٤٧)) حافظين وعالمين ، ويقال : مجازين (وَلَقَدْ آتَيْنا) أعطينا (مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ) المخرج من الشبهات ، ويقال : النصر والدولة على فرعون (وَضِياءً) بيانا من الضلالة (وَذِكْراً) عظة (لِلْمُتَّقِينَ (٤٨)) الكفر والشرك والفواحش (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) أى يعملون لربهم (بِالْغَيْبِ) وإن كان غائبا عنهم (وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ) أى من عذاب الساعة (مُشْفِقُونَ (٤٩)) خائفون (وَهذا) القرآن (ذِكْرٌ مُبارَكٌ) فيه الرحمة والمغفرة لمن آمن به (أَنْزَلْناهُ) أنزلنا جبريل به (أَفَأَنْتُمْ) يا أهل مكة (لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٠)) جاحدون.
(وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ (٥١) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ (٥٢) قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ (٥٣) قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٥٤) قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ (٥٥) قالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٥٦) وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (٥٧) فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ