يَرْجِعُونَ (٥٨) قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٥٩) قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (٦٠))
(وَلَقَدْ آتَيْنا) أى أعطينا (إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ) يعنى العلم والفهم (مِنْ قَبْلُ) من قبل بلوغه ، ويقال : أكرمناه بالنبوة والإسلام من قبل موسى وهارون ، ويقال : من قبل محمد صلىاللهعليهوسلم (وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ (٥١)) بأنه أهل لذلك (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ) آزر (وَقَوْمِهِ) نمرود ابن كنعان وأصحابه (ما هذِهِ التَّماثِيلُ) التصاوير (الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ (٥٢)) عابدون لها (قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ (٥٣)) فنحن نعبدها (قالَ) لهم إبراهيم (لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ) قبلكم (فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٥٤)) فى كفر وخطأ بين (قالُوا) لإبراهيم (أَجِئْتَنا بِالْحَقِ) أى جدا تقول يا إبراهيم (أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (٥٥)) من المستهزئين بنا (قالَ) إبراهيم (بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَ) خلقهن (وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ) على ما قلت لكم (مِنَ الشَّاهِدِينَ (٥٦) وَتَاللهِ) والله قال فى نفسه (لَأَكِيدَنَ) لأكسرن (أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا) تنطلقوا (مُدْبِرِينَ (٥٧)) ذاهبين إلى العيد فلما ذهبوا إلى عيدهم وتركوا إبراهيم فى مدينتهم دخل بين وثنهم (فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً) أى كسرا (١)(إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ) لم يكسره (لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (٥٨)) من عيدهم فيعتل به فلما رجعوا إلى بيت وثنهم (قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٥٩)) على آلهتنا (قالُوا سَمِعْنا) أى قال رجل منهم : سمعت (فَتًى يَذْكُرُهُمْ) بالكسر ويعيبهم (يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (٦٠)).
(قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (٦١) قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ (٦٢) قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ (٦٣) فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (٦٤) ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ (٦٥) قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (٦٦) أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٦٧) قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (٦٨) قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ (٦٩) وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ (٧٠))
(قالُوا) أى قال لهم نمروذ بن كنعان (فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ) بمنظر الناس
__________________
(١) ويقال : فتاتا. انظر : معانى القراءات للأزهرى (ص ٣٠٨).