يفعل ذلك (لَهُ الْمُلْكُ) الدائم لا يزول ملكه (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) لا خالق ولا مصور إلا هو (فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٦)) بالكذب ، يقول : من أين تكذبون على الله فتجعلون له شريكا.
(إِنْ تَكْفُرُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن يا أهل مكة (فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ) عن إيمانكم (وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ) ولا يقبل منهم الكفر بمحمد والقرآن ، لأنه ليس دينه (وَإِنْ تَشْكُرُوا) تؤمنوا (يَرْضَهُ لَكُمْ) يقبله منكم لأنه دينه (١)(وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) لا تحمل حاملة حمل أخرى ما عليها من الذنوب ، ويقال : لا تؤخذ نفس بذنب نفس أخرى ، كل مأخوذ بذنبه ، ويقال : لا تعذب نفس بغير ذنب (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ) بعد الموت (فَيُنَبِّئُكُمْ) يخبركم يوم القيامة (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وتقولون فى الدنيا (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٧)) بما فى القلوب من الخير والشر (وَإِذا مَسَ) أصاب (الْإِنْسانَ) الكافر أبو جهل وأصحابه (ضُرٌّ) بلاء وشدة (دَعا رَبَّهُ) برفع البلاء والشدة عنه (مُنِيباً إِلَيْهِ) مقبلا إليه بالدعاء (ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ) بدله (نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ) من قبل النعمة (وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً) أشكالا وأعدالا (لِيُضِلَ) بذلك الناس (عَنْ سَبِيلِهِ) عن طاعته ودينه (قُلْ) لأبى جهل (تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ) عش فى كفرك (قَلِيلاً) يسيرا فى الدنيا (إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ (٨)) من أهل النار.
(أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ) مطيع لله ، وهو النبى محمد صلىاللهعليهوسلم وأصحابه (٢)(آناءَ اللَّيْلِ) ساعات الليل (ساجِداً وَقائِماً) فى الصلاة (يَحْذَرُ الْآخِرَةَ) يخاف عذاب الآخرة (وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ) جنة ربه كأبى جهل وأصحابه (قُلْ) لهم يا محمد (هَلْ يَسْتَوِي) فى الثواب والطاعة (الَّذِينَ يَعْلَمُونَ) توحيد الله وأمره ونهيه ، وهو أبو بكر وأصحابه (وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) توحيد الله وأمره ونهيه ، وهو أبو جهل وأصحابه (إِنَّما يَتَذَكَّرُ) يتعظ بأمثال القرآن (أُولُوا الْأَلْبابِ (٩)) ذوو العقول من الناس (قُلْ) لهم يا محمد (يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا) أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلى ، وأصحابه ، رضوان الله عليهم (اتَّقُوا رَبَّكُمْ) أطيعوا ربكم فى الصغير من الأمور وكذلك الكبير
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٤١٧) ، والزجاج (٤ / ٣٤٥) ، والأزهرى (٤١٨).
(٢) انظر أقوال العلماء فى : تفسير الطبرى (٢٢ / ١٢٨) ، وزاد المسير (٧ / ١٦٥) ، والدر المنثور (٥ / ٣٢٣) ، ومعانى الزجاج (٤ / ٣٤٧) ، والفراء (٢ / ٤١٧) ، والأزهرى (٤٢٠).