(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) وحدوا (فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ) لهم جنة يوم القيامة (وَأَرْضُ اللهِ) أرض المدينة (واسِعَةٌ) آمنة من العدو فاخرجوا إليها ، وهذا قبل الهجرة (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ) على المرازى (أَجْرَهُمْ) ثوابهم (بِغَيْرِ حِسابٍ (١٠)) بلا كيل ولا هنداز ولا منة.
(قُلْ) يا محمد لأهل مكة حيث قالوا له : ارجع إلى دين آبائنا (إِنِّي أُمِرْتُ) فى القرآن (أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (١١)) مخلصا له العبادة والتوحيد (وَأُمِرْتُ) فى القرآن (لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (١٢)) أول من يكون على دين الإسلام (قُلْ) لهم يا محمد (إِنِّي أَخافُ) أعلم (إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي) رجعت إلى دينكم (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣)) شديد لونا بعد لون (قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ) بالعبادة والتوحيد (دِينِي (١٤) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ) من دون الله ، وعيد وتوبيخ لهم من قبل أن يؤمر النبى صلىاللهعليهوسلم بالقتال (قُلْ) لهم يا محمد (إِنَّ الْخاسِرِينَ) المغبونين (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) غبنوا أنفسهم بذهاب الدنيا والآخرة (وَأَهْلِيهِمْ) وخدمهم ومنازلهم فى الجنة (يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١٥)).
(لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (١٦) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (١٨) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (١٩) لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعادَ (٢٠) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٢١) أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٢) اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٢٣) أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٢٤) كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٢٥) فَأَذاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٢٦) وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٧) قُرْآناً