عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٢٨) ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٢٩) إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١))
(لَهُمْ) لكفار مكة (مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ) علالى من النار (وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ) فراش من النار ، وهو علالى من تحتهم (ذلِكَ) الظلل (يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبادَهُ) فى القرآن (يا عِبادِ) يعنى أبا بكر وأصحابه (فَاتَّقُونِ (١٦)) فأطيعونى فيما أمرتكم (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها) تركوا عبادة الطاغوت وهو الشيطان والصنم (وَأَنابُوا إِلَى اللهِ) أقبلوا إلى الله بالتوبة والإيمان وسائر الطاعات (لَهُمُ الْبُشْرى) بالجنة عند الموت ، وبشرى بكرامة الله على باب الجنة (فَبَشِّرْ عِبادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ) الحديث (فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) أحكمه وأبينه يعملون به ويريدونه (أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ) للصدق والصواب ، ويقال : لمحاسن الأمور (وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (١٨)) ذوو العقول من الناس ، وهم أبو بكر وعمر ، وعثمان ، وعلى وأصحابهم ممن اتبعهم بالسنة والجماعة (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ) وجب عليه (كَلِمَةُ الْعَذابِ) وهو أبو جهل وأصحابه (أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ) تنجى (مَنْ فِي النَّارِ (١٩)) من قدرت عليه النار (لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا) وحدوا (رَبَّهُمْ) يعنى أبا بكر وأصحابه (لَهُمْ غُرَفٌ) علالى (مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ) علالى أخر (مَبْنِيَّةٌ) مشيدة مرفوعة فى الهواء (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) من تحت شجرها ومساكنها (الْأَنْهارُ) أنهار الخمر والماء والعسل واللبن (وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعادَ (٢٠)) للمؤمنين.
(أَلَمْ تَرَ) ألم تخبر يا محمد فى القرآن (أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) مطرا (فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ) فجعل منه العيون والأنهار فى الأرض (ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ) ينبت بالمطر (زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ) حبوبه (ثُمَّ يَهِيجُ) يتغير (فَتَراهُ مُصْفَرًّا) بعد خضرته (ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً) يابسا كذلك الدنيا تفنى ولا تبقى (إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما ذكرت من فناء الدنيا (لَذِكْرى) عظة (لِأُولِي الْأَلْبابِ (٢١)) لذوى العقول من الناس (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ) وسع الله ولين قلبه (لِلْإِسْلامِ) بنور الإسلام (فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) على كرامة وبيان من ربه ، وهو عمار بن ياسر كمن شرح الله صدره للكفر وهو أبو جهل (فَوَيْلٌ) شدة وعذاب ، ويقال : ويل واد فى جهنم من قيح ودم (لِلْقاسِيَةِ) لليابسة (قُلُوبُهُمْ) لا تلين قلوبهم (مِنْ ذِكْرِ اللهِ) وهو أبو