يزعم أنه أرسله (إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ) الذى أنتم عليه (١)(أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ (٢٦)) يقتل أبناءكم ، ويستخدم نساءكم كما قتلتم واستخدمتم ، ويقال : أو أن يظهروا فى الأرض الفساد ، بترك دين آبائكم ويدخلكم فى دينه إن قرأت بنصب الياء والهاء (٢) (وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ) اعتصمت (بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ) متعظم عن الإيمان (لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ (٢٧)) بيوم القيامة (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ) وهو حزقيل (مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) وهو ابن عم فرعون (يَكْتُمُ إِيمانَهُ) من فرعون وقومه مائة سنة ، ويقال : وقال رجل مؤمن ، وهو حزقيل يكتم إيمانه من آل فرعون وقومه ، مقدم ومؤخر (٣).
(أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ) أرسلنى إليكم (وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالأمر والنهى وعلامات النبوة (مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً) فيما يقول (فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ) عقوبة كذبه (وَإِنْ يَكُ صادِقاً) فيما يقول وقد كذبتموه (يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) من العذاب فى الدنيا (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) لا يرشد إلى دينه (مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ) مشرك (كَذَّابٌ (٢٨)) كاذب على الله (يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ) غالبين (فِي الْأَرْضِ) أرض مصر (فَمَنْ يَنْصُرُنا) يمنعنا (مِنْ بَأْسِ اللهِ) من عذاب الله (إِنْ جاءَنا) حين جاءنا (قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ) ما آركم (إِلَّا ما أَرى) لنفسى حقا أن تعبدونى (وَما أَهْدِيكُمْ) أدعوكم (إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ (٢٩)) طريق الحق والهدى.
(وَقالَ الَّذِي آمَنَ) يعنى حزقيل (يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) أعلم أن يكون عليكم (مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ (٣٠)) مثل عذاب الكفار قبلكم (مِثْلَ دَأْبِ) مثل عذاب (قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ) قوم هود (وَثَمُودَ) قوم صالح (وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) من الكفار (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ (٣١)) أن يكون منه ظلم على العباد ، وأن يأخذهم بلا جرم (وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) أعلم أن يكون عليكم العذاب (يَوْمَ التَّنادِ (٣٢)) يوم ينادى بعضكم بعضا ، ويناديكم أصحاب الأعراف ، ويقال : يوم الفرار ، إن قرأت مثقلة الدال (يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ) هاربين من عذاب الله (ما لَكُمْ مِنَ
__________________
(١) انظر : زاد المسير (٧ / ٢١٧) ، وقيل اسم المؤمن : حزبيل.
(٢) انظر : فى وجيه القراءات : معانى الأزهرى (٤٢٦).
(٣) انظر : معانى القراءات للأزهرى (٤٢٦).