سَمْعُكُمْ) فى الآخرة ، ولا أبصاركم ، ولا جلودكم (وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ) وقلتم (أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢٢)) وتقولون فى السر (وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ) وقلتم على ربكم بالكذب (أَرْداكُمْ) أهلككم (فَأَصْبَحْتُمْ) صرتم (مِنَ الْخاسِرِينَ (٢٣)) من المغبونين (فَإِنْ يَصْبِرُوا) فى النار ، أو لا يصبروا (فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) منزل لهم لصفوان بن أمية وأصحابه (وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا) يسألوا الرجعة إلى الدنيا (فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (٢٤)) الراجعين إلى الدنيا.
(وَقَيَّضْنا لَهُمْ) وجعلنا لهم (١)(قُرَناءَ) أعوانا وشركاء من الشياطين (فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) من أمر الآخرة أن لا جنة ولا نار ولا بعث ولا حساب (وَما خَلْفَهُمْ) من خلفهم من أمر الدنيا أن لا تنفقوا ولا تعطوا ، وأن الدنيا دار باقية لا تفنى (وَحَقَ) وجب (عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) بالعذاب (فِي أُمَمٍ) مع أمم (قَدْ خَلَتْ) قد مضت (مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) من كفار الجن والإنس (إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (٢٥)) مغبونين بالعقوبة (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار أهل مكة ، أبو جهل وأصحابه (لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ) الذى يقرأ عليكم محمد صلىاللهعليهوسلم (وَالْغَوْا) الغطوا (فِيهِ) وهو الشغب (لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (٢٦)) لكى تغلبوا محمدا صلىاللهعليهوسلم فيسكت (فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) أبا جهل وأصحابه (عَذاباً شَدِيداً) فى الدنيا يوم بدر (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٧)) بأقبح ما كانوا يعملون فى الدنيا (ذلِكَ) لهم فى الدنيا (جَزاءُ أَعْداءِ اللهِ) وجزاء أعداء الله فى الآخرة (النَّارُ لَهُمْ فِيها) فى النار (دارُ الْخُلْدِ) قد خلدوا فيها (جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (يَجْحَدُونَ (٢٨)) يكفرون.
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (٢٩) إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (٣٢) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٣) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما
__________________
(١) وقيل : سببنا. انظر: زاد المسير (٧ / ٢٥١).