(إِنَّا أَنْشَأْناهُنَ) خلقنا نساء أهل الدنيا (إِنْشاءً (٣٥)) خلقا بعد العجز والعمش والمرض والموت (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (٣٦)) عذارى (عُرُباً) شكلات غنجات عاشقات متحببات إلى أزواجهن (أَتْراباً (٣٧)) مستويات فى السن والميلاد على مقدار ثلاثة وثلاثين سنة (لِأَصْحابِ الْيَمِينِ (٣٨)) لأهل الجنة ، وكلهم أهل الجنة (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩)) جماعة من أوائل الأمم كلها ، قبل أمة محمد صلىاللهعليهوسلم (وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)) جماعة من أواخر الأمم كلها ، وهى أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ويقال : كلتا الثلتين من أمة محمد صلىاللهعليهوسلم (وَأَصْحابُ الشِّمالِ) أهل النار (ما أَصْحابُ الشِّمالِ (٤١)) ما يدريك يا محمد ما لأهل النار من الهوان والعذاب (فِي سَمُومٍ) فى لهب النار ، ويقال : لفيح النار ، ويقال : فى ريح باردة ، ويقال : حارة (وَحَمِيمٍ (٤٢)) ماء حار (وَظِلٍ) عليهم (مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣)) من دخان جهنم أسود (لا بارِدٍ) مقيلهم (وَلا كَرِيمٍ (٤٤)) حسن ، ويقال : لا بارد شرابهم ولا كريم عذاب (إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ) فى الدنيا (مُتْرَفِينَ (٤٥)) مسرفين ، ويقال : متنعمين ، ويقال : متحبرين (وَكانُوا يُصِرُّونَ) فى الدنيا يقيمون ويمكثون (عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (٤٦)) على الذنب العظيم ، يعنى الشرك بالله ، ويقال : اليمين الغموس (وَكانُوا يَقُولُونَ) إذا كانوا فى الدنيا (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا) صرنا (تُراباً) رميما (وَعِظاماً) بالية (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٤٧)) لمحيون ، فقال لهم الأنبياء : نعم ، فقالوا للأنبياء : (أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (٤٨)) قبلنا.
(قُلْ) يا محمد لأهل مكة : (إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ) ميعاد (يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٥٠)) معروف يجتمع فيه الأولون والآخرون ، وهو يوم القيامة (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ) عن الإيمان والهدى (الْمُكَذِّبُونَ (٥١)) بالله والرسول والكتاب ، يعنى أبا جهل وأصحابه (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢)) من شجر الزقوم (فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٥٣)) من شجر الزقوم البطون ، وهى شجرة نابتة فى أصل الجحيم (فَشارِبُونَ عَلَيْهِ) على الزقوم (مِنَ الْحَمِيمِ (٥٤)) الماء الحار (فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (٥٥)) شرب الإبل الظماء إذا أخذها الداء الهيام لا تكاد أن تروى ، ويقال : كشرب العطاش إذا أكلت الحمض ، ويقال : الهيم هى الأرض السهلة (هذا نُزُلُهُمْ) طعامهم وشرابهم (يَوْمَ الدِّينِ (٥٦)) يوم الحساب (نَحْنُ خَلَقْناكُمْ) يا أهل مكة (فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ (٥٧)) فهلا تصدقون بالرسول.
(أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (٥٨)) ما تهريقون فى أرحام النساء (أَأَنْتُمْ) يا أهل مكة