فى الآخرة لمن أطاع الله وأدى حق الله من ماله (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) ما فى بقائها وفنائها (إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ (٢٠)) كمتاع البيت من القدر والقصعة والسكرجة.
(سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢١) ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٢٢) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (٢٣) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٤) لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢٥) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (٢٦) ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (٢٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٨) لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٩))
ثم قال لجميع الخلق : (سابِقُوا) بالتوبة من ذنوبكم (إِلى مَغْفِرَةٍ) إلى تجاوز (مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ) وإلى جنة بالعمل الصالح (عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) لو وصلت بعضها إلى بعض (أُعِدَّتْ) خلقت وهيئت (لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ) من جميع الأمم (ذلِكَ) المغفرة والرضوان والجنة (فَضْلُ اللهِ) من الله (يُؤْتِيهِ) يعطيه (مَنْ يَشاءُ) من كان أهلا لذلك (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ) ذو المن (الْعَظِيمِ (٢١)) بالجنة (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ) من القحط والجدوبة وغلاء الأسعار وتتابع الجوع (وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ) من الأمراض والأوجاع والبلايا وموت الأهل والولد وذهاب المال (إِلَّا فِي كِتابٍ) يقول : مكتوب عليكم فى اللوح المحفوظ (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها) أن نخلقها تلك الأنفس والأرض (إِنَّ ذلِكَ) حفظ ذلك (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٢٢)) هين من غير كتاب ، ولكن كتب (لِكَيْلا