صالح (لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ) يخاف الله (وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) بالبعث بعد الموت فهلا قلت يا حاطب مثلما قال إبراهيم ومن آمن به (وَمَنْ يَتَوَلَ) يعرض عما أمره الله (فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُ) عنه وعن خلقه (الْحَمِيدُ (٦)) لمن وحده ، ويقال : (الْحَمِيدُ (٦)) يشكر اليسير من أعمالهم ويجزى الجزيل من ثوابه (عَسَى اللهُ) عسى من الله واجب (أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ) خالفتم فى الدين (مِنْهُمْ) من أهل مكة (مَوَدَّةً) صلة وتزويجا فتزوج النبى صلىاللهعليهوسلم عام فتح مكة أم حبيبة بنت أبى سفيان ، فهذا كان صلة بينهم وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم (وَاللهُ قَدِيرٌ) بظهور نبيه على كفار قريش (وَاللهُ غَفُورٌ) متجاوز لمن تاب منهم من الكفر وآمن بالله (رَحِيمٌ (٧)) لمن مات منهم على الإيمان والتوبة.
(لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨) إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٠) وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (١١) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ (١٣))
(لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ) عن صلة ونصرة الذين (لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) مكة ولم يعينوا أحدا على إخراجكم من مكة (أَنْ تَبَرُّوهُمْ) أن تصلوهم وتنصروهم (وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ) تعدلوا بينهم بوفاء العهد (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨)) العاملين بوفاء العهد ، وهم : خزاعة قوم هلال بن عويمر ، وخزيمة ، وبنو مدلج ، صالحوا النبى قبل عام الحديبية على ألا يقاتلوه ، ولا يخرجوه من مكة ولا يعينوا أحدا على ، إخراجه فلذلك لم ينه الله عن صلتهم (إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ) عن