صلة الذين (قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ) وهم أهل مكة (وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) من مكة (وَظاهَرُوا) عاونوا (عَلى إِخْراجِكُمْ) من مكة (أَنْ تَوَلَّوْهُمْ) أن تصلوهم (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ) فى العون والنصرة (فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٩)) الضارون لأنفسهم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ) المقرات بالله (مُهاجِراتٍ) من مكة إلى الحديبية أو إلى المدينة (فَامْتَحِنُوهُنَ) فاسألوهن واستحلفوهن لماذا جئتن (اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَ) بمستقر قلوبهن على الإيمان (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ) بالامتحان (١)(فَلا تَرْجِعُوهُنَ) لا تردوهن (إِلَى الْكُفَّارِ) إلى أزواجهن الكفار (لا هُنَ) يعنى المؤمنات (حِلٌّ لَهُمْ) لأزواجهن الكفار (وَلا هُمْ) يعنى الكفار (يَحِلُّونَ لَهُنَ) للمؤمنات لا تحل مؤمنة لكافر ولا كافرة لمؤمن (وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا) أعطوا أزواجهن ما أنفقوا عليهن من المهر ، نزلت هذه الآية فى سبيعة بنت الحارث الأسلمية ، جاءت إلى النبى صلىاللهعليهوسلم عام الحديبية مسلمة وجاء زوجها مسافر فى طلبها فأعطى النبى صلىاللهعليهوسلم لزوجها مهرها وكان قد صالح النبى صلىاللهعليهوسلم أهل مكة عام الحديبية ، قبل هذه الآية ، على أن من دخل منا فى دينكم فهو لكم ، ومن دخل منكم فى ديننا فهو رد إليكم ، وأيما امرأة دخلت منا فى دينكم فهى لكم وتؤدون مهرها إلى زوجها ، وأيما امراة منكم دخلت فى ديننا فيؤدى مهرها إلى زوجها ، فلذلك أعطى النبى صلىاللهعليهوسلم مهر سبيعة رزوجها مسافر (وَلا جُناحَ) لا حرج (عَلَيْكُمْ) يا معشر المؤمنين (أَنْ تَنْكِحُوهُنَ) أن تتزوجوهن ، يعنى اللاتى دخلن فى دينكم من الكفار (إِذا آتَيْتُمُوهُنَ) أعطيتموهن (أُجُورَهُنَ) مهورهن ، يقول : أيما امرأة أسلمت وزوجها كافر فقد انقطع ما بينها وبين زوجها من عصمة ولا عدة عليها من زوجها الكافر أن تتزوج إذا استبرأت (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ) لا تأخذوا بعقد الكوافر الكفار ، يقول : امرأة كفرت بالله فقد انقطع ما بينها وبين زوجها المؤمن من العصمة ولا تعتدوا بها من أزواجكم (وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ) يقول : اطلبوا من أهل مكة ما أنفقتم على أزواجهن إن دخلن دينهم (وَلْيَسْئَلُوا) ليطلبوا منكم (ما أَنْفَقُوا) على أزواجكم من المهر إن دخلن فى دينكم وعلى هذا صالحهم النبى صلىاللهعليهوسلم أن يؤدوا بعضهم إلى بعض مهور نسائهم إن أسلمن أو كفرن (ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ) فريضة الله (يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) وبين أهل مكة (وَاللهُ عَلِيمٌ) بصلاحكم (حَكِيمٌ (١٠)) فيما حكم بينكم
__________________
(١) انظر : صحيح مسلم (٣ / ١٨٤٩) ، والبخارى (٦ / ٢٤٠) ، وأحمد فى المسند (٤ / ٤٣١) ، وعبد الرزاق فى المصنف (٥ / ٣٤٠) ، وتاريخ الطبرى (٣ م ٨٢) ، والتفسير (٢٦ / ١٠٠) (٢٨ / ٧١) ، ولباب النقول (٢١١) ، وزاد المسير (٨ / ٢٨٣).