يُكَذِّبُوكَ) يا محمد قريش (فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ) قبل قومك (قَوْمُ نُوحٍ) نوحا (وَعادٌ) قوم هود هودا (وَثَمُودُ (٤٢)) قوم صالح صالحا (وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ) إبراهيم (وَقَوْمُ لُوطٍ (٤٣)) لوطا (وَأَصْحابُ مَدْيَنَ) قوم شعيب شعيبا (وَكُذِّبَ مُوسى) أى كذبه قومه القبط (فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ) فأمهلت للكافرين فى كفرهم إلى الأجل (ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ) بالعقوبة (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٤٤)) انظر يا محمد كيف كان تغييرى عليهم بالعقوبة (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) كم من أهل قرية (أَهْلَكْناها) بالعذاب (وَهِيَ ظالِمَةٌ) أهلها مشركة كافرة (فَهِيَ خاوِيَةٌ) ساقطة (عَلى عُرُوشِها) على سقوفها (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) وكم من بئر معطلة عطلها أربابها ليس عليها أحد (وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (٤٥)) حصين طويل ليس فيه ساكن ، إن قرئت بنصب الميم ، ويقال : مجصص إن قرأت بضم الميم وتشديد الياء (١) (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) أفلم يسافر أهل مكة فى تجارتهم (فَتَكُونَ) أى فتصير (لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها) الحق وما صنع بغيرهم إذا نظروا وتفكروا فيها (أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) الحق والتخويف (فَإِنَّها) يعنى النظرة بغير عبرة ، ويقال : كلمة الشرك (لا تَعْمَى الْأَبْصارُ) من النظر (وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (٤٦)) من الحق والهدى (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ) يا محمد (بِالْعَذابِ) استعجله النضر بن الحارث قبل أجله (وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ) بالعذاب (وَإِنَّ يَوْماً) من الذى وعد فيه عذابهم (عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٤٧)) من سنى الدنيا (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) وكم من أهل قرية (أَمْلَيْتُ لَها) أمهلتها إلى أجل (وَهِيَ ظالِمَةٌ) أى مشركة كافرة أهلها (ثُمَّ أَخَذْتُها) عاقبتها فى الدنيا (وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨)) المرجع فى الآخرة (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ) يا أهل مكة (إِنَّما أَنَا لَكُمْ) من الله (نَذِيرٌ) رسول مخوف (مُبِينٌ (٤٩)) بلغة تعلمونها (فَالَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أى الخيرات فيما بينهم وبين ربهم (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) لذنوبهم فى الدنيا (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٥٠)) ثواب حسن فى الجنة.
(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (٥١) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢) لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٧ / ١٢٥) ، والقرطبى (١٢ / ٧٢).