قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (٥٣) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٤) وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (٥٥) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٥٦) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٥٧) وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٥٨) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (٥٩) ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٦٠))
(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا) أى كذبوا بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (مُعاجِزِينَ) أى ليسوا بفائتين من عذابنا (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (٥١)) أهل النار (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) يا محمد (مِنْ رَسُولٍ) مرسل (وَلا نَبِيٍ) محدث ليس بمرسل (إِلَّا إِذا تَمَنَّى) قرأ الرسول أو حدث النبى (أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) فى قراءة الرسول ، وحديث النبى (١)(فَيَنْسَخُ اللهُ) يبين الله (ما يُلْقِي الشَّيْطانُ) على لسان نبيه لكى لا يعمل به (ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ) يبين (آياتِهِ) لنبيه لكى يعمل بها (وَاللهُ عَلِيمٌ) بما يلقى الشيطان على لسان نبيه (حَكِيمٌ (٥٢)) فى أمره (لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ) على لسان نبيه (فِتْنَةً) بلية (لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) أى شك وخلاف لكى يعملوا به (وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ) من ذكر الله (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ) أى المشركين الوليد بن المغيرة وأصحابه (لَفِي شِقاقٍ) خلاف ومعاداة (بَعِيدٍ (٥٣)) عن الحق والهدى (وَلِيَعْلَمَ) ولكى يعلم تبيان الله (الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) أعطوا العلم بالقرآن والتوراة عبد الله بن سلام وأصحابه (أَنَّهُ) يعنى تبيان الحق هو (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ) فيصدقوا بتبيان الله (فَتُخْبِتَ لَهُ) فتخلص له وتقلبه ، يعنى تبيان الله (قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهادِ) حافظ (الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٤)) إلى دين قائم يرضاه وهو الإسلام (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا)
__________________
(١) انظر سبب نزول ورواية المفسرين لقصة الغرانيق ما بين مؤيد وشاكر ، والصحيح أنه ليست فيها رواية صحيحة ، تفسير الطبرى (١٧ / ١٣٤) ، وتفسير ابن كثير (٣ / ٢٢٩) ، الناسخ والمنسوخ للنحاس (١٩٠) ، والدر المنثور (٤ / ٦٦) ، وحديث الغرانيق للألبانى.