بِالشُّهَداءِ) بأربعة شهداء (فَأُولئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٣)) ثم نزل فى شأن الذين لم يقذفوا عائشة وصفوان بن المعطل ولكن خاضوا فيه (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ) من الله (عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ) لأصابكم (فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ) خضتم فى شأن عائشة وصفوان (عَذابٌ عَظِيمٌ (١٤)) شديد فى الدنيا والآخرة.
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) إذ يرويه بعضكم عن بعض (١)(وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ) بألسنتكم (ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ) حجة وبيان (وَتَحْسَبُونَهُ) يعنى قذف عائشة وصفوان (هَيِّناً) أى ذنبا هينا (وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ (١٥)) فى العقوبة (وَلَوْ لا) هلا (إِذْ سَمِعْتُمُوهُ) قذف عائشة وصفوان (قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا) ما يجوز لنا (أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا) الكذب (سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ (١٦)) أى كذب عظيم (يَعِظُكُمُ اللهُ) يزجركم الله عنه وينهاكم (أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ) أن لا تعودوا إلى مثله (أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ) إذ كنتم (مُؤْمِنِينَ (١٧)) مصدقين (وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ) بالأمر والنهى (وَاللهُ عَلِيمٌ) بمقالتكم (حَكِيمٌ (١٨)) فيما حكم عليكم من الحد (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ) يعنى عبد الله بن أبى وأصحابه (أَنْ تَشِيعَ) أن تظهر (الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا) عائشة وصفوان (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) بالضرب (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) بالنار وهذا لعبد الله بن أبى خاصة (وَاللهُ يَعْلَمُ) أن عائشة وصفوان لم يزنيا (وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (١٩)) ذلك (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ) من الله (عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) على من لم يقذف عائشة وصفوان (وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (٢٠)) بالمؤمنين.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢١) وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٢٣) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (٢٥) الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ
__________________
(١) قراءة السيدة عائشة وغيرها : تَلَقَّوْنَهُ من ولق يلق : إذا أسرع ، بالكذب ، وفى اللفظة قراءات. انظر : تفسير الطبرى (١٨ / ٧٨) والبحر المحيط (٦ / ٤٣٨) ، ومعانى القرآن للفراء (٢ / ٢٤٨) ، وزاد المسير (٦ / ٢١).