لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٢٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٢٧) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٢٨) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ (٢٩) قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (٣٠))
ثم نهاهم عن متابعة الشيطان ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) تزيين الشيطان ووسوسته (وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ) أى تزيين الشيطان ووسوسته (فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ) بالقبيح من العمل والقول (وَالْمُنْكَرِ) أى ما لا يعرف فى شريعة ولا فى سنة (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ) من الله (عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) بالعصمة والتوفيق (ما زَكى) ما وحد وصلح (مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللهَ يُزَكِّي) أى يوفق ويصلح (مَنْ يَشاءُ) من كان أهلا لذلك (وَاللهُ سَمِيعٌ) لمقالتكم (عَلِيمٌ (٢١)) بكم وبأعمالكم ، ثم نزل فى شان أبى بكر ، رضوان الله عليه ، حين حلف أنه لا ينفق على ذوى قرابته لقبل ما خاضوا فى أمر عائشة ، رضى الله عنه ، يعنى مسطحا وأصحابه ، فقال : (وَلا يَأْتَلِ) لا ينبغى أن يحلف (أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ) بالبذل (وَالسَّعَةِ) بالمال (أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى) أن لا يؤتوا أى لا يعطوا أو لا ينفقوا على ذوى القرابة وكان مسطح ابن خالته (وَالْمَساكِينَ) وكان مسكينا (وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله وكان مهاجريا (وَلْيَعْفُوا) يتركوا (وَلْيَصْفَحُوا) يتجاوزوا (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) ألا تحب يا أبا بكر أن يغفر الله لك (وَاللهُ غَفُورٌ) متجاوز (رَحِيمٌ (٢٢)) لمن تاب ، فقال أبو بكر : بلى أحب يا رب فألطف بقرابته وأحسن إليهم بعد ما نزلت هذه الآية ، ثم نزل فى شأن عبد الله بن أبى وأصحابه الذين خاضوا فى أمر عائشة وصفوان ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ) بالزنا (الْمُحْصَناتِ) الحرائر (الْغافِلاتِ) عن الزنا العفائف (الْمُؤْمِناتِ) المصدقات بتوحيد الله ، يعنى عائشة (لُعِنُوا) عذبوا (فِي الدُّنْيا) بالجلد (وَالْآخِرَةِ) بالنار ، يعنى عبد الله بن أبى (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٢٣)) أى شديد أشد ما يكون فى الدنيا يعنى عبد الله بن أبى وأصحابه.