** (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة .. المعنى : اسكنوهن مكانا من مسكنكم مما تطيقونه أي مكانا من الدار التي تسكنون فيها ولو قال : أسكنوهن حيث سكنتم ـ أي من غير «من» ـ لكان معناه : أسكنوهن في الغرف المخصصة لسكناكم .. كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا دخل البيت قال : بسم الله دخلنا وبسم الله خرجنا وعلى الله توكلنا. قيل للنبي نوح ـ عليهالسلام ـ كيف وجدت الدنيا؟ قال : وجدتها ذات بابين دخلت أحدهما وخرجت من الآخر. ويروى أن رجلا قال لعلي ـ كرم الله وجهه ـ : يا أمير المؤمنين صف لنا الدنيا؟ قال : ما أصف من دار أولها عناء وآخرها فناء حلالها حساب وحرامها عقاب من استغنى فيها فتن ومن افتقر حزن.
** (سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة السابعة .. المعنى : سيبدل الله تعالى بالعسر يسرا عاجلا أو آجلا. و «العسر» بسكون السين وضمها : ضد اليسر .. جاء في الصحاح : قال عيسى بن عمر : كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم وأوسطه ساكن فمن العرب من يخففه ومنهم من يثقله .. مثل : عسر وعسر وحلم وحلم .. وقد عسر الأمر ـ بضم السين. عسرا .. مثل : قرب قربا فهو عسير : أي صعب شديد. وعسر الأمر ـ يعسر ـ عسرا .. فهو عسر ـ من باب «تعب» وتعسر الأمر واستعسر .. مثله .. ويقال هذا رجل أعسر : أي بين العسر ـ بفتح العين والسين ـ وهو الذي يعمل بيساره .. وأما الذي يعمل بكلتا يديه فهو أعسر يسر ولا يقال : أعسر أيسر .. والعسرى : ضد «اليسرى» ومن الأخطاء الشائعة إطلاق بعضهم لفظة «الأشول» على الشخص الذي يعمل بشماله ـ يساره ـ أي بيده اليسرى والأصح أن تطلق على هذا الرجل صفة «الأعسر» لأن لفظة «الأشول» لا تؤدي الصفة المطلوبة وإنما لها معان أخرى لا صلة لها بمن يسمى «الأعسر» لأنه يقال : شال الرجل يده : أي رفعها يسأل بها فهو شائل وليس أشول .. وقد أطلقت على «الفقر» لفظة «عسر» ومنه : أعسر الرجل : أي افتقر. وقال الصحاح كان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أعسر يسرا : أي يعمل بكلتا يديه.
** (وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة الثامنة .. المراد : حساب الآخرة وعذابها. وجيء بالفعل «حاسب» و «عذب» وما يذوقون فيها من الوبال ويلقون من الخسر على لفظ الماضي لأن المنتظر من وعد الله ووعيده ملاقى في الحقيقة.
** (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية عشرة .. المعنى وخلق من الأرض مثلهن في العدد أي سبع أرضين .. و «مثل» شأنها شأن «غير» يوصف بهما الاثنان والجمع والمذكر والمؤنث نحو : إنكم إذا مثلهم .. وكما في الآية الكريمة المذكورة .. ويقال أيضا : هما مثلاه وهم أمثاله كقوله تعالى في سورة «الأعراف» : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ) و «الأمثال» كما هو معروف : أقوال محكية سائرة يقصد بها تشبيه أحوال الذين حكيت فيهم .. ويقال : هذا مثل هذا : أي نظيره. و «المثل» و «المثال» في معنى واحد .. وربما قيل : مثيل .. كشبيه .. أما المثل المضروب فمأخوذ من هذا. ولا يغيب عن الذهن أن الله تعالى قد ضرب الأمثال : في كتابه العزيز .. وهذا دليل على أهميتها وقيمتها .. ويرى ابن عبد ربه أن الأمثال : هي أجل الكلام وهي وشي الكلام : أي منمنم منمق محسن وجوهر اللفظ وحلي المعاني. وقيل : هي أجل الكلام بعد القرآن الكريم وأنبله وأشرفه وأفضله لقلة ألفاظها وكثرة معانيها ..