بالفعل من أخوات «إن» يفيد الترجي مسبوق بنفي وفيه تلميح عن استفهام. الله لفظ الجلالة اسم «لعل» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.
(يُحْدِثُ بَعْدَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة .. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بعد : ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيحدث وهو مضاف.
(ذلِكَ أَمْراً) : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد ـ زائدة ـ والكاف حرف خطاب. و «أمرا» مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : لعل الله يقلب قلبه من بغضها إلى محبتها أو من عزيمة الطلاق إلى الندم عليه والإشارة إلى الطلاق أي بعد ذلك التطليق.
** (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الأولى وفيه خص سبحانه وتعالى النبي محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالنداء وعم بالخطاب لأن النبي إمام أمته وقدوتهم .. والمخاطبة للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بمخاطبة الجمع على الإجلال .. كما يقال للرجل الجليل المقام : أنتم قلتم وكما يقال لرئيس القوم وكبيرهم : يا فلان .. افعلوا كيت وكيت إظهارا لتقدمه واعتبارا لترؤسه وأنه مدره قومه ـ أي زعيم قومه وسيدهم والمتكلم عنهم ولسانهم والذي يصدرون عن رأيه ولا يستبدون بأمر دونه فكان هو وحده في حكم كلهم وسادا مسد جميعهم. و «لعدتهن» بمعنى : لوقت عدتهن .. وهو الطهر الذي لا جماع فيه.
** (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) : أي وتلك الأحكام المذكورة أي أحكام الله وشرائعه لعباده هي أحكام الله فحذف المشار إليه الصفة أو النعت «الأحكام» لأن ما قبله دال عليه.
** سبب نزول الآية : أخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر عن أنس قال : طلق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حفصة فأتت أهلها فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ..) فقيل له : راجعها فإنها صوامة قوامة وهي من أزواجك ونسائك في الجنة.
** (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثانية .. المعنى : فإذا قاربن انقضاء عدتهن فراجعوهن بحسن معاشرة من غير أذية أو فارقوهن حتى تنقضي عدتهن وأوفوهن حقوقهن واتقوا الإضرار ـ الأذية ـ بهن بالمراجعة كأن يراجعها ثم يطلقها تطويلا لعدتها. و «المعروف» : ضد المنكر كما أن العرف ضد النكر .. ومن معاني «المعروف» الخير .. الإحسان .. الرزق .. وقيل عن المعروف أيضا : هو كل أمر وافق طاعة لله أو أمر عرف حسنه شرعا وعقلا .. كترك النواح وتمزيق الثياب وجز الشعر وشق الجيب وغير ذلك من تقاليد الجاهلية.