إعراب آياتها
(ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) (١)
(ن) : شأنها شأن الأحرف التي تبدأ بها بعض السور وقد شرحت هذه الأحرف بصفة مسهبة في سورة «يوسف» وقيل عن «ن» إضافة لما قيل عن أحرف بقية السور : فيها قراءات ومعان كثيرة. قال الزمخشري : قرئ «ن والقلم» بالبيان والإدغام وبسكون النون وفتحها وكسرها كما في «ص» والمراد هذا الحرف من حروف المعجم وأما قولهم : هو الدواة فما أدري أهو وضع لغوي أم شرعي .. ولا يخلو إذا كان اسما للدواة من أن يكون جنسا أو علما .. فإن كان جنسا فأين الإعراب والتنوين وإن كان علما فأين الإعراب؟ وأيهما كان فلا بد له من موقع في تأليف الكلام. فإن قلت : هو مقسم به وجب إن كان جنسا أن تجره وتنونه ويكون القسم بدواة منكرة مجهولة كأنه قيل : ودواة والقلم .. وإن كان علما أن تصرفه وتجره أو لا تصرفه وتفتحه للعلمية والتأنيث. وقيل : نون : من الرحمن.
(وَالْقَلَمِ) : الواو واو القسم حرف جر. القلم : مقسم به مجرور بواو القسم وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف.
(وَما يَسْطُرُونَ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول بمعنى «الذي» مبني على السكون في محل جر لأنه معطوف على مجرور. يسطرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «يسطرون» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : وما يسطرونه أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «يسطرون» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر معطوف على «القلم» بمعنى : وما يكتب من كتب وقيل : ما يسطره الحفظة وجواب القسم في الآية الكريمة التالية (ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ).
(ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) (٢)