** (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والأربعين .. المعنى : ولو ادعى علينا شيئا لم نقله أي لو افترى بعض الأقوال المكذوبة أو الباطلة والتقول : هو افتعال القول لأن فيه تكلفا من المفتعل .. وسميت الأقوال المتقولة : أقاويل تصغيرا بها وتحقيرا .. كقولك : الأعاجيب والأضاحيك كأنها جمع «أفعولة» من القول ؛ وقيل معنى الآية الكريمة : ولو ادعى علينا شيئا لم نقله لقتلناه صبرا. وقيل : لفظتا «القيل» و «القال» اسمان من الفعل «قال» يقول قولا ومقالا ومقالة. وليسا مصدرين كما قال ابن السكيت ويعربان بحسب العوامل. وقال في الإنصاف : هما في الأصل : فعلان ماضيان جعلا اسمين واستعملا استعمال الأسماء وأبقي فتحهما ليدل على ما كانا عليه. قال ويدل عليه ما في الحديث «نهى الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن قيل وقال» بالفتح ومعناهما : ما يقوله الناس. يقال : «كثر قال الناس وقيلهم» وقيل : القال : هو الابتداء أو السؤال والقيل : الجواب. و «القال» هو القائل أيضا. ومنه : هذا رجل قال : أي قائل وجمعه : قول وقيل وقالة. و «القالة» هي القول الفاشي ـ أي المنتشر ـ في الناس خيرا كان أو شرا ومنه القول : كثرت قالة الناس .. يقال : تقول عليه القول : بمعنى : ابتدعه كذبا كما في الآية الكريمة المذكورة. قال الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «إن الله كره لكم ثلاثا : قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
** (لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآيتين الخامسة والأربعين والسادسة والأربعين .. المعنى : لأخذناه بيمينه أي لقتلناه بأخذ يده وضرب عنقه .. ثم لقطعنا وتينه. والوتين : نياط القلب وهو حبل الوريد إذا قطع مات صاحبه وهو واصل العنق وفي القول الكريم تصوير لإهلاكه بأشنع صورة عقابا له وانتقاما منه بقوة وقيل : الوتين : هو عرق في القلب يجري منه الدم إلى العروق كلها أي عرق غليظ متصل بالقلب وهو واصل بالعنق .. وخص اليمين عن اليسار لأن القاتل إذا أراد أن يوقع الضرب في قفاه أخذ بيساره وإذا أراد أن يوقعه في جيده وأن يكفحه بالسيف وهو أشد على المصبور لنظره إلى السيف أخذ بيمينه.
(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ) (٢٥)
(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ) : معطوف بالواو على «أما من أوتي كتابه بيمينه فيقول» في الآية الكريمة التاسعة عشرة ويعرب مثله.
(يا لَيْتَنِي) : حرف تنبيه أو حرف نداء والمنادى به محذوف. التقدير : يا هؤلاء مثلا. ليت : حرف مشبه بالفعل يفيد التمني من أخوات «إن» النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «ليت».
(لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «ليت» والجملة «يا ليتني لم أوت كتابيه» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لم : حرف