منزه عن أن يصير في حقه الأذى إذ هو سبحانه محال عليه. والمراد أن من وقع ذلك منه تعرض لسخط الله عزوجل وقوله «يسب الدهر وأنا الدهر» بمعنى : إذا أصابه مكروه يقول : بؤسا للدهر وتبا له. أما قوله سبحانه «بيدي الأمر» فمعناه : بيدي الذي ينسبونه إلى الدهر.
فضل قراءة السورة : قال النبي الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «هل أتى» أي سورة «الإنسان» كان جزاؤه على الله جنة وحريرا» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ و «هل أتى» هو مطلع الآية الكريمة الأولى من سورة «الإنسان .. الدهر».
إعراب آياتها
(هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (١)
(هَلْ أَتى) : حرف استفهام بمعنى : قد في الاستفهام والأصل : أهل. والمعنى : قد أتى .. على التقرير والتقريب جميعا ولا يجوز أن يجعل «هل» استفهاما لأن الهمزة للاستفهام. أتى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.
(عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ) : جار ومجرور متعلق بأتى. حين : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. والمراد بالإنسان جنس بني آدم.
(مِنَ الدَّهْرِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «حين» بمعنى قبل زمان قريب طائفة من الزمن الطويل الممتد.
(لَمْ يَكُنْ) : حرف نفي وجزم وقلب. يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره ـ أصله يكون ـ وحذفت الواو تخفيفا وتخلصا من التقاء الساكنين واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي لم يكن فيه.
(شَيْئاً مَذْكُوراً) : خبر «يكن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. مذكورا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «شيئا» وعلامة نصبه الفتحة المنونة.