(يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ) : أداة نداء. أي : اسم منادى مبني على الضم في محل نصب. و «ها» زائدة للتنبيه. الإنسان : عطف بيان لأي أو بدل منه مرفوع على لفظ «أي» وعلامة رفعه الضمة.
(ما غَرَّكَ) : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. غرك : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «ما» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى : أي شيء خدعك على عصيان ربك الكريم وعدم الإيمان به؟
(بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) : جار ومجرور متعلق بغر والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. الكريم : صفة ـ نعت ـ للرب مجرور وعلامة الجر الكسرة.
** (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة .. النفس : أنث فعلها لأنها على معنى «الروح» ولأن «الروح» لفظة تذكر وتؤنث وجمعها : أرواح .. ويسمى القرآن وعيسى وجبريل ـ عليهماالسلام ـ روحا. وقيل : إن لفظة «نفس» لفظة مؤنثة لأنه يقال : خرجت نفسه : بمعنى : روحه وسالت نفسه : أي دمه. وفي الحديث : «ما ليس له نفس سائلة فإنه لا ينجس الماء إذا مات فيه» وتأتي لفظة «النفس» مذكرة إذا أريد بها الجسد أو الإنسان نحو قولهم : ثلاثة أنفس .. ذكروه لأنهم أرادوا به الإنسان. ووردت هذه اللفظة في شعر طرفة بن العبد :
ويوم حبست النفس عند عراكه |
|
حفاظا على عوراته والتهدد |
على موطن يخشى الفتى عنده الردى |
|
متى تعترك فيه الفرائص ترعد |
يقول الشاعر : ورب يوم حبست نفسي عن القتال والفزعات وتهدد الأقران محافظة على حسبي. و «الردى» هو الهلاك. أما «الاعتراك» و «التعارك» فهما بمعنى واحد .. أي الاقتتال والتقاتل. يقال : اعترك القوم : بمعنى : تقاتلوا واقتتلوا. واعترك الرجال في الحرب : أي ازدحموا .. وعرك بعضهم بعضا : بمعنى : قاتل بعضهم بعضا. ومثلهما أيضا : العراك والمعاركة. أما «العريكة» فهي النفس .. يقال : فلان لين العريكة : أي سلس الخلق .. ولانت عريكته : بمعنى : انكسرت نخوته : أي كبرياؤه وعظمته. أما «الفرائص» في بيت الشعر فهي جمع «فريصة» وهي لحمة عند مجمع الكتف ترعد عند الفزع. يقول الشاعر : حبست نفسي في موضع من الحرب يخشى الكريم هناك الهلاك. ومتى تعترك الفرائص فيه أرعدت من فرط الفزع وهو المقام. وجاءت «ترعد» بكسر الدال مراعاة للقافية ـ حركة الروي ـ وحقها السكون لأنها جواب الشرط وجزاؤه لاسم الشرط «متى» ومن أسماء