الحرب لفظة «الوغى» وأصله : صوت الأبطال في الحرب ثم جعل اسما للحرب أو هو الجلبة والأصوات ومنه : وغى الحرب. وقال ابن جني الوعى ـ بالعين : هو الصوت والجلبة. و «الوغى» بالغين» هو الحرب نفسها. أما «الصولة» فهي الجولة والحملة في الحرب .. ومن معانيها : الوهلة نحو : لقيته أول صولة : أي أول وهلة : بمعنى أول شيء ومن معاني الصولة السطوة والقهر والتطاول ومنه القول هذا رجل صئول : بمعنى : يضرب الناس ويتطاول عليهم.
** (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة .. المعنى : جعلك بعد أن أوجدك سالم الأعضاء فصبرك معتدلا متناسب الخلق من غير تفاوت فيه ظلم بجعل إحدى اليدين أطول ولا إحدى العينين أوسع ولا بعض الأعضاء أبيض وبعضها أسود ولا بعض الشعر فاحما وبعضه أشيب.
** (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة .. المعنى : في أي صورة اقتضتها مشيئته وحكمته من الصور المختلفة في الحسن والقبح والطول والقصر والذكورة والأنوثة والشبه ببعض الأقارب وخلاف الشبه. ويقال : شاء الله الشيء : بمعنى : قدره .. ويقال في التعجب : ما شاء الله. والمشيئة هي الإرادة. وجاء في ديوان الأدب : المشيئة أخص من الإرادة. والشيء : عبارة عن كل موجود إما حسا كالأجسام أو حكما كالأقوال.
(الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) (٧)
(الَّذِي خَلَقَكَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ثانية للرب أو تكون بدلا منه. خلقك : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أي أوجدك.
(فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) : معطوفتان بفاءي العطف على جملة «خلقك» وتعربان إعرابها وعلامة بناء الفعل «سوى» الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى فجعلك سويا سالم الأعضاء فعدل خلقك والفاء هنا تفيد الترتيب. و «عدلك» تعني أيضا : جعلك معتدلا منتصبا.
(فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٨)
(فِي أَيِّ صُورَةٍ) : جار ومجرور متعلق بركبك. صورة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.