من فضل النرجس وهو الذي |
|
يرضى بحكم الورد إذ يرأس |
أما ترى الورد غدا قاعدا |
|
وقام في خدمته النرجس |
الشاعر هنا فضل الورد على النرجس ـ بفتح النون وكسرها ـ مع كسر الجيم وهو نبت من الرياحين وهو جمع «نرجسة» فرد عليه بعضهم فقال :
ليس جلوس الورد في مجلس |
|
قام به نرجسه يوكس |
وإنما الورد غدا باسطا |
|
خدا ليمشي فوقه النرجس |
والنرجس .. الزهر المشموم المعروف لفظة معربة ونونه زائدة وهو نبت له زهر مستدير أبيض أو أصفر تشبه به العين. واقتصر الأزهري على ضبط لفظة «النرجس» بكسر النون صيغة «نفعل» بفتح النون إلا منقولا من الأفعال وهذا غير منقول فتكسر حملا للزائد على الأصلي .. كما حمل «افعل» بكسر الهمزة في كثير من أفراده على صيغة «فعلل» نحو : إثمد وإصبع. وقيل : اللفظة بفتح النون لأن حمل الزائد على الزائد أشبه من حمل الزائد على الأصلي فيحمل نرجس على نضرب ونصرف .. وفيه نظر لأن الفعل ليس من جنس الاسم حتى يشبه به. أما الفعل «يوكس» فمعناه : ينقص .. من وكس الشيء ـ يكسه ـ وكسا .. من باب «وعد» بمعنى : نقص. والوكس : هو النقص. وفي الحديث : «لها مهر مثلها لا وكس ولا شطط» أي لا نقصان ولا زيادة .. ويأتي متعديا إلى المفعول أيضا : نحو : وكست فلانا : أي نقصته.
** (وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة .. أي شاهدون حاضرون ـ جمع شاهد .. يقال : كان في موقع الحادث شهود عيان ـ بكسر العين ـ وليس بفتحها .. ومثله القول : ظهر ذلك الشيء للعيان أي يشهدون ما عاينوه ومثله أيضا : لقيه أو رآه عيانا : بمعنى : مشاهدة لم يشك في رؤيته إياه وأصل «عيان» مصدر الفعل عاين يقال : عاين الرجل أو الشاهد الشيء عيانا ومعاينة. بمعنى : رآه بعينه. و «العين» تأتي وتقع على أشياء مختلفة .. منها : العين الباصرة .. عين الماء .. عين الشمس. العين الجارية .. والعين الطليعة ـ وهم القوم الذين يبعثون أمام الجيش يتعرفون طلع العدو أي خبره وجمعه : طلائع وعين الشيء : أي نفسه نحو : أخذت مالي بعينه : بمعنى : أخذت عين مالي. وتصغر «العين» على «عيينة» والعامة تقول : عوينة. وتجمعها على «عوينات» والصحيح : عيينات.
** (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ .. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) : هذان القولان الكريمان هما نصا الآيتين الكريمتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين .. المعنى : بل هذا الذي كذبوا به قرآن مجيد : أي شريف عالي الطبقة في الكتب وفي نظمه وإعجازه .. وقرئ : قرآن مجيد ـ بالإضافة ـ أي قرآن رب مجيد وقرأ يحيى بن يعمر : في لوح ـ بضم اللام ـ واللوح : هو الهواء بين السماء والأرض .. يعني اللوح فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح .. ومحفوظ : قرئ بالرفع صفة للقرآن. والمجيد : هو ذو الشرف والمجد على غيره من الكتب .. ومن أحاط علما بمعانيه وعمل بما فيه مجد عند الله وعند الناس .. وهو بسبب من الله المجيد فجاز اتصافه بصفته.
(إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ) (٦)