(قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) (٤)
(قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. أصحاب : نائب فاعل مرفوع بالضمة. الأخدود : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : لعن أصحاب الأخدود أي الشق في الأرض. قال التفسير الوجيز : هم قوم كفار أحرقوا جماعة من المؤمنين في أخدود باليمن.
(النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ) (٥)
(النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ) : بدل من «الأخدود» بدل اشتمال مجرور مثله ويعرب إعرابه. ذات الوقود : تعرب إعراب «ذات البروج» أي وصف النار بأنها نار عظيمة لها ما يرتفع به لهبها من الحطب الكثير وأبدان الناس.
** (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ .. وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) : هذان القولان الكريمان هما نصا الآيتين الكريمتين الثانية والثالثة .. يقال : شهد الرجل بكذا من باب «سلم» بمعنى : حلف وشهد الشيء : أي حضره فهو شاهد ـ اسم فاعل ـ والشيء مشهود ـ اسم مفعول وورد هذان الاسمان في الآية الكريمة المذكورة بمعنى : وشاهد في ذلك اليوم ـ يوم القيامة ـ ومشهود فيه. والمراد بالشاهد : من يشهد فيه من الخلائق كلهم وبالمشهود : ما في ذلك اليوم من عجائبه ونكرت اللفظتان إما على تقدير : وما أفرطت كثرته من شاهد ومشهود وإما الإبهام في الوصف كأنه قيل : وشاهد ومشهود لا يكتنه وصفهما. وقد اضطربت أقاويل المفسرين فيهما .. فقيل : الشاهد والمشهود : الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويوم القيامة .. وقيل : عيسى ـ عليهالسلام ـ وأمته لقوله تعالى في سورة «المائدة» : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ) وقيل أمة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وسائر الأمم. وقيل : يوم التروية ويوم عرفة وقيل : الحجر الأسود والحجيج. وقيل : الأيام والليالي وبنو آدم وقيل : هما الحفظة وبنو آدم .. وقيل : الأنبياء ومحمد ـ عليهم الصلاة والسلام أجمعين.
** (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة .. وفي القول الكريم دعاء عليهم بمعنى : لعن أصحاب الأخدود : أي الخد في الأرض : وهو الشق. قال صاحب التفسير الوجيز : هم قوم كفار أحرقوا جماعة من المؤمنين في أخدود باليمن. وقال المصحف المفسر : يروى أنه لما تنصر أهل نجران غزاهم ذو نواس اليهودي ملك حمير فأحرق في الأخاديد من لم يرتد عن دينه من نصارى نجران فقد ألقوهم في الأخدود المملوء بالنار ذات الوقود.
** (إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة بمعنى : قاعدون وهي جمع «قاعد» يقال : قعد ـ يقعد ـ قعودا : بمعنى : جلس وهو من باب «دخل» أما قولهم ترسل الرجل في القعود .. فمعناه : تربع وأرخى ثيابه على رجليه وحوله. وقد وردت لفظة «قاعد» في قول الشاعر :