** (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) : في هذا القول الكريم يكون الضمير «الهاء» في «أنزلناه» عائدا على القرآن الكريم. وجاء سبحانه بالضمير دون ذكر اسم القرآن وإن لم يتقدم له ذكر لأنه معلوم أو لأن القرآن الكريم نزل جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا.
** (وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ) : «ما» هنا للتعجب .. بمعنى : ما هي؟ بمعنى : وأي شيء أعلمك ما ليلة القدر أي إنك لا علم لك بكنهها ومدى عظمها و «أدراك» معلقة عن «ما» لتضمنه معنى الاستفهام بمعنى : وما أعلمك ما هذه الليلة وما فضلها والاستفهام هنا «ما» لتعظيم شأن هذه الليلة أي تفخيما لشأنها وتعظيما لها فوضع الظاهر «ليلة القدر» موضع المضمر «ما هي» لأنه أعظم منه.
(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (٣)
(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ) : مبتدأ مرفوع بالضمة. القدر : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. خير : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة وأصله : أخير ـ وهذه اللفظة ممنوعة من الصرف على وزن «أفعل» صيغة تفضيل ومن وزن الفعل إلا أن حذف الألف منها أفصح بمعنى ليلة تقدير الأمور وقضائها أفضل.
(مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) : جار ومجرور متعلق بخير. شهر : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. بمعنى العمل في هذه الليلة والفضل فيها أفضل من ألف شهر ليس في هذه الشهور ليلة القدر.
(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (٤)
(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان للمبتدإ «ليلة القدر» أو تكون في محل نصب حالا منها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة وأصله : تتنزل حذفت إحدى التاءين تخفيفا. الملائكة : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : تنزل الملائكة إلى السماء الدنيا وقيل : إلى الأرض في هذه الليلة المباركة.
(وَالرُّوحُ فِيها) : معطوف بالواو على «الملائكة» ويعرب إعرابه. فيها : جار ومجرور متعلق بتنزل أي جبريل ـ عليهالسلام ـ وقيل : خلق من الملائكة لا تراهم الملائكة إلا عند تلك الليلة يتنزلون تباعا.