الاسمية «ما لها» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى : ما للأرض زلزلت هذه الزلزلة الشديدة ولفظت ما في بطنها؟ أي تساءل هذا الانسان الكافر الناكر للبعث.
(يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) (٤)
(يَوْمَئِذٍ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو بدل من «إذا» و «إذ» اسم مبني على السكون الظاهر : سكونه وسكون التنوين وهو في محل جر بالإضافة والجملة المعوض عنها بالتنوين في محل جر مضاف إليه ثان. التقدير : يومئذ تزلزل الأرض.
(تُحَدِّثُ أَخْبارَها) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم جواب «إذا زلزلت ..» لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. أخبار : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
** (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) : المعنى : وأخرجت الأرض من باطنها دفائنها من أموات وكنوز .. ودفائن .. جمع «ثقل» بكسر الثاء وسكون القاف .. أي جعل ما تحمل الأرض في جوفها أثقالا.
** (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) : المعنى في ذلك اليوم يوم زلزلة الأرض واضطرابها هذا الاضطراب الهائل تحدث الأرض الناس بلسان حالها عن أسباب هذه الزلزلة وتخبر بما عمل عليها من خير وشر وحذف مفعول الفعل «تحدث» الأول وهو «الناس» أو الخلق أي تخبر الخلق أخبارها يقال : تحدث ـ يتحدث ـ تحدثا .. وفعله المجرد الثلاثي «حدث» نحو : حدث الشيء يحدث ـ حدوثا .. من باب «قعد» بمعنى : تحدد وجوده فهو حادث وحديث .. وتحدث بالشيء بمعنى : أخبر كقوله تعالى في سورة «الضحى» : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) الفعل هنا أمر أي فأخبر الناس بنعمة ربك عليك يا محمد وهي النبوة والتحدث بنعمة الله شكر. وعن عبد الله بن غالب أنه كان إذا أصبح يقول : رزقني الله البارحة خيرا قرأت كذا وصليت كذا. فإذا قيل له : يا أبا فراس مثلك يقول مثل هذا؟ قال : يقول الله تعالى : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) وأنتم تقولون : لا تحدث بنعمة الله. و «حدث» بمعنى : فتحدث أيضا. والتحديث بنعمة الله : هو شكرها وإشاعتها وقبل هذه الآية الكريمة ورد قوله تعالى : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) والنهر : هو : الزجر. وعن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إذا رددت السائل ثلاثا فلا يرجع فلا عليك أن تزبره ـ أن تنهره ـ وقيل : أما أنه ليس بالسائل المستجدي ولكن طالب العلم إذا جاءك فلا تنهره. ونعمة الله : هي ما ذكره سبحانه من نعمة الإيواء والهداية والإغناء وما عدا ذلك. وعن مجاهد : أي بالقرآن فحدث أي أقرئه وبلغ ما أرسلت به.