أعمال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى : جزاء أعمالهم فحذف المضاف المفعول «جزاء» وحل محله المضاف إليه «أعمالهم» وجملة «يروا أعمالهم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيصدر.
** (يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً) : المعنى : يخرجون من قبورهم إلى المحشر متفرقين ـ جمع شت ـ أي متفرق .. بيض الوجوه آمنين وسود الوجوه فزعين .. أو يتفرق بهم طريقا الجنة والنار. يقال : صدر الرجل عن الماء ـ يصدر ـ صدرا وصدورا .. من بابي «نصر» و «دخل» و «الصدر» يجمع على «صدور» وهو لفظة مذكرة. وإنما قال الأعشى : كما شرقت صدر القناة من الدم. حملا على المعنى. لأن صدر القناة من القناة وهو كقولهم : ذهب بعض أصابعه لأنهم يؤنثون الاسم المضاف إلى المؤنث. وصدر كل شيء : أوله. والمصدر : صدورا واسم الفاعل : صادر أما اسم المفعول فهو مصدور عنه. تقول العرب : صدرت الإبل عن الماء : إذا شربت وانصرفت ويقال : وردت الإبل الماء للشرب. والوارد من الناس : هو أيضا الذي يرد الماء وجمعه : وراد .. والذي يتقدم الواردين إلى الماء يقال له الفارط وجمعه : فراط وقد أورد الشاعر القطامي هاتين اللفظتين في هذا البيت من الشعر :
فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا |
|
كما تعجل فراط لوراد |
والفعل «يصدر» في الآية الكريمة هو فعل لازم لأن معناه أن الناس هم أنفسهم الذين يصدرون وجاء الرباعي «يصدر» متعديا في سورة «القصص» : (حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ) لأن التقدير : حين يصدر الرعاء إبلهم. أي الرعاة.
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (٧)
(فَمَنْ يَعْمَلْ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يعمل : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(مِثْقالَ ذَرَّةٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ذرة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
(خَيْراً يَرَهُ) : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : من خير : يره : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف آخره ـ