(إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣)
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) : أداة استثناء. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مستثنى بإلا وهو استثناء متصل لأنه مستثنى من «الإنسان» لأنه بمعنى «جمع» اسم جنس أي الأناسي والناس. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وأصله : أأمنوا والهمزة الأولى هي همزة أو ألف قطع والثانية أصلية ـ فاء الفعل ـ فلينوها كراهية للجمع بينهما. أي خاسر إلا الذين آمنوا بالله ورسوله.
(وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب إعرابها. الصالحات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم ولأن التاء فيها غير أصلية.
(وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) : تعرب إعراب «وعملوا» وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة دالة عليها. بالحق : جار ومجرور متعلق بتواصوا .. بمعنى : يوصي بعضهم بعضا بالخير كله من توحيد الله وطاعته واتباع كتبه ورسله.
(وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) : معطوفة بالواو على «تواصوا بالحق» وتعرب إعرابها بمعنى : يوصي بعضهم بعضا بالصبر على الطاعات وعن المعاصي وعلى ما يبلو الله به عباده ..
** (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) : بمعنى : إلا الذين اعتصموا بالإيمان ونهجوا العمل الصالح أو وعملوا الأعمال الصالحات فحذف الموصوف «الأعمال» وحلت الصفة «الصالحات» محله. أو هو من الصفات التي جرت مجرى الأسماء. و «الحق» هو الله تعالى .. وهو القرآن الكريم. و «الحق» هو محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ و «الحق» يجمع على «حقوق» و «الصبر» بإسكان الباء هو ضد الجزع. وأما بكسر الباء فهو الدواء المر وهو جمع «صبرة» قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «ما ذا في الأمرين من الشفاء والثفاء والصبر» الثفاء ـ بضم الثاء وتشديد الفاء هو الحرف أو الخردل أو حب الرشاد أي حريف الطعم والأمر الصبر والأمر : الفقر. قال ابن دريد عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمه قال : دعا أعرابي لرجل فقال : «أذاقك الله البردين ووقاك الأمرين» قال : البردان : برد العافية وبرد الغنى والأمران : مرارة الفقر ومرارة العري.