بالحق وتواصى بالصبر» صدق رسول الله. وقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله بمعنى : ظلم أهله ونقص ماله ولأن التكليف في أداء صلاة العصر أشق لتهافت الناس في تجارتهم ومكاسبهم آخر النهار واشتغالهم بمعايشهم واخرج الطبراني عن عبيد الله بن حفص قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا التقيا لم يفترقا إلا أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة «العصر» إلى آخرها ثم يسلم أحدهما على الآخر وأخرجه البيهقي عن أبي حذيفة.
إعراب آياتها
(وَالْعَصْرِ) (١)
(وَالْعَصْرِ) : الواو واو القسم حرف جر. العصر : اسم مجرور بواو القسم وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف.
(إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) (٢)
(إِنَّ الْإِنْسانَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وهي واقعة في جواب قسم وكسرت همزتها لوقوعها في جواب القسم ووجود لام التوكيد في خبرها. الإنسان : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والمراد به جنس الإنسان. قال المبرد : الإنسان هاهنا جمع في معنى الأناسي والناس.
(لَفِي خُسْرٍ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ في خسر : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» المحذوف بمعنى لفي خسران في إيثار الدنيا والجملة من «إن» مع اسمها وخبرها : لا محل لها لأنها جواب القسم المحذوف.
** (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) : الإنسان في معنى الجمع لأنه اسم «جنس» أو يراد به الناس .. ولهذا استثني منه مستثنى جمع في الآية الكريمة التالية (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) ولو كان «الإنسان» واحدا ـ هنا لم يجز الاستثناء منه. وأصل «الإنسان» إنسيان .. وهو لفظ يقع للذكر والأنثى من بني آدم .. كما يقال : بعير فيقع على الناقة والجمل. وربما أكدت العرب فقالوا : إنسان وإنسانة. وقال ابن خالويه وهو يؤكد قوله هذا : وأنشدني أبو علي الروذرآوري «نسبة إلى روذرآور : بلدة قرب «همذان» :
إنسانة تسقيك من إنسانها |
|
خمرا حلالا مقلتاها عنبه |