إعراب آياتها
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (١)
هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الأولى من سورة «الفلق» : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)
(مَلِكِ النَّاسِ) (٢)
(مَلِكِ النَّاسِ) : بدل من «رب» ويعرب إعرابه. أو عطف بيان له بمعنى : بين «رب الناس» بملك الناس. الناس : أعرب. المعنى : قل يا محمد ألجأ واعتصم وأحتمي بالله تعالى خالق الناس ومربيهم ومدبر أمورهم .. أي بمالك الناس وحاكمهم والمتصرف في أمورهم.
(إِلهِ النَّاسِ) (٣)
(إِلهِ النَّاسِ) : يعرب إعراب الآية الكريمة الثانية وهو عطف بيان لرب الناس أيضا أي زيد بيانا بإله الناس بمعنى : معبود الناس و «إله» اسم خاص بالله تعالى .. بل هو بمعناه أيضا.
** (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) : وقيل : المعنى : الناسي فحذفت ـ خففت الياء ـ شأنها شأن : القاضي .. الداع .. الهاد .. وقيل : يعني به «آدم» عليهالسلام عهد إليه فنسي. وقال الفيومي : الناس : اسم وضع للجمع كالقوم والرهط وواحده : إنسان .. من غير لفظه مشتق من ناس ـ ينوس ـ نوسا .. من باب «قال» : إذا تدلى وتحرك .. وأناسه غيره .. يتعدى الفعل الرباعي «أناس» إلى المفعول. فيطلق على الجن والإنس. كما في قوله تعالى : (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) وسمي «الجن» ناسا كما سموا رجالا في قوله ـ عزّ من قائل ـ في سورة «الجن» : (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ) صدق الله العظيم. وكانت العرب تقول : رأيت ناسا من الجن. والقول بأن المراد بالناس هو آدم ـ عليهالسلام ـ هو قول «قتادة» رواه سعيد عنه. وقال غيره : هو محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقيل : إن الألف واللام لعموم الجنس فهي محمولة على العموم. وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : ذهب الناس وبقي النسناس ـ بفتح النون ـ فقيل له : ما النسناس؟ قال : الذين يشبهون الناس وليسوا بناس. قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن قوله تعالى : (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) الجن : هم ولد الجان وليس بالشيطان» والشياطين : هم ولد إبليس. والحن ـ بكسر الحاء ـ هو كلام الجن .. وقيل : سفلة الجن. وفي الآيات الكريمات الثلاث جمع الله سبحانه لذاته المقدسة ثلاث صفات له جلت قدرته : الربوبية .. الملك .. الألوهية.